انقسم موقف علماء أهل السنة من يزيد وأعماله، ولعنه المنصفون منهم وأدانوه على انحرافه وما ارتكبه من أعمال.

أنكر كثير من علماء أهل السنة على يزيد ما فعله بآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ولعنوه، قال الجاحظ عن لعن يزيد بعد أن ذكر قتله الإمام الحسين عليه السلام: " فالفاسق ملعون، ومن نهى عن لعن الملعون فملعون"[1]. وقال: " على أنهم مجمعون على أنه ملعون من قتل مؤمناً متعمداً، أو متأولاً، فإذا كان القاتل سلطاناً جائراً، أو أميراً عاصياً، لم يستحلوا سبه، ولا خلعه، ولا نفيه ولا عيبه الخ".[2] وقال : " على أنه ليس من استحق اسم الكفر بالقتل كمن استحقه برد السنة، وهدم الكعبة ".[3]
وقال الآلوسي: "إن الإمام أحمد لما سأله ولده عبد الله عن لعن يزيد قال كيف لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه فقال عبد الله قد قرأت كتاب الله عز وجل فلم أجد فيه لعن يزيد فقال الإمام إن الله تعالى يقول: "فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ"[4] الآية وأي فساد وقطيعة أشد مما فعله يزيد انتهى"[5]
لا توقف في لعن يزيد
ثم عقّب على ذلك وقال: وعلى هذا القول لا توقف في لعن يزيد لكثرة أوصافه الخبيثة وارتكابه الكبائر في جميع أيام تكليفه ويكفي ما فعله أيام استيلائه بأهل المدينة ومكة فقد روى الطبراني بسند حسن "اللهم من ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل"
والطامة الكبرى ما فعله بأهل البيت ورضاه بقتل الحسين على جده وعليه الصلاة والسلام واستبشاره بذلك وإهانته لأهل بيته مما تواتر معناه وإن كانت تفاصيله آحادا. ثم نقل أقوال العلماء في يزيد وما قاله مثل:
"نعب الغراب فقلت قل أو لا تقل … فقد اقتضيت من الرسول ديوني"[6]
وقال السيوطي: "لعن الله قاتله، وابن زياد، ومعه يزيد ".[7] وسئل ابن الجوزي عن لعن يزيد، فقال: قد أجاز أحمد لعنه، ونحن نقول: لا نحبه لما فعل بابن بنت نبينا، وحمله آل رسول الله سبايا إلى الشام على أقتاب الجمال.[8]
وقال الذهبي: "كان ناصبياً غليظاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، فتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرة ".[9] ويقول ابن خلدون عن قتل يزيد للإمام الحسين " عليه السلام: " إن قتله من فعلاته المؤكدة لفسقه، والحسين فيها شهيد".[10]
المصادر:
[1] . الرسائل للجاحظ، ج 2، ص 14.
[2] . المصدر، ج 2، ص 15.
[3] . المصدر، ج 2، ص 14.
[4] . سورة محمد، الآية 22.
[5] . روح المعاني، الآلوسي، ج 13، ص 227.
[6] . المصدر، ج 13، ص 228.
[7] . تاريخ الخلفاء، السيوطي، ص 207.
[8] . مرآة الزمان، سبط ابن الجوزي، ج 8، ص 496، حوادث سنة 597.
[9] . شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي، ج 1، ص 69.
[10] . مقدمة ابن خلدون، ص 181، عند ذكره ولاية العهد .