هيبة الإمام الرضا وقوة شخصيته في النفوس

14:45 - 2023/09/10

شخصية الإمام الرضا عليه السلام من الأمور البديهية التي لا يكاد يجهلها أحد ، لأنه سيد بني هاشم في زمانه، وأجلهم.

لقد فسح الإمام الرضا عليه السلام المجال لشيعته للاتصال به، والاستفادة من توجيهاته مما أدى بالتالي إلى تحكيم مركزه وبسط نفوذه في مختلف أرجاء الدولة.

وقد قال للمأمون مرة وهو يتحدث عن ولاية العهد: " وما زادني هذا الأمر، الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئاً، ولقد كنت في المدينة، وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب، ولقد كنت أركب حماري، وأمر في سكك المدينة، وما بها أعز مني ".[1]

ومما يدل على مكانته عليه السلام وهيبته ما ورد في رواية يقول فيها المتحدث: " دخلنا - أي الراوي والإمام الرضا عليه السلام - على المأمون، فإذا المجلس غاص بأهله، ومحمد بن جعفر في جماعة الطالبيين والهاشميين، والقواد حضور.

فلما دخلنا قام المأمون، وقام محمد بن جعفر، وجميع بني هاشم، فما زالوا وقوفا والرضا جالس مع المأمون، حتى أمرهم بالجلوس، فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلا عليه ساعة الخ ".[2]

الإمام الرضا

مواقف من هيبة الإمام الرضا عليه السلام

إن للإمام الرضا عليه السلام هيبة في النفوس وقوة شخصية، شوهدت في مواقف متعددة، منها أن المأمون عندما قتل الفضل بن سهل ذا الرئاستين، وشغب عليه القواد والجند، ومن كان من رجال ذي الرئاستين، وقد جاؤوا بالنيران ليحرقوا الباب عليه، ليصلوا إليه - قد رأينا - كيف هرع إلى الإمام ، يطلب منه أن يتدخل لإنقاذه ، فخرج  عليه السلام إليهم ، وأمرهم بالتفرق، فتفرقوا . . يقول ياسر الخادم : " فأقبل الناس والله ، يقع بعضهم على بعض، وما أشار لأحد إلا ركض ومر ولم يقف ".[3] ونجا المأمون بذلك بجلده، واحتفظ بحياته.

إن الإمام عليه السلام هو أحد العشرة، الذين هم على حد تعبير الجاحظ: " كل واحد منهم: عالم، زاهد ناسك، شجاع، جواد طاهر زاك، والذين هم بين خليفة، أو مرشح لها ".[4] وهو " سيد بني هاشم في زمانه، وأجلهم، وكان المأمون يعظمه، ويجله، ويخضع له، ويتفانى فيه ".[5] حتى وصف المأمونُ الإمام الرضا عليه السلام في كتاب العهد الذي كتبه بخط يده بقوله: " لما رأى من فضله البارع، وعلمه الناصع، وورعه الظاهر، وزهده الخالص، وتخليه من الدنيا، وتسلمه من الناس، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطية، والألسن عليه متفقة، والكلمة فيه جامعة، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعاً وناشياً وحدثاً ومكتهلاً الخ .

المصادر:

[1] . بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج 49، ص 155، و ص 144.

[2] . مسند الإمام الرضا، الشيخ عزيز الله عطاردي، ج 2، ص 76.

[3] . المناقب، ابن شهرآشوب، ج 4، ص 347.

[4] . آثار الجاحظ، محمد علي آذر شب، ص 235 .

[5] . النجوم الزاهرة، ابن تغري بردي، ج 2، ص 74 .

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.