حركة الإمام جعفر الصادق العلمية

سنة 132 هـ عندما تربع العباسيون على الحكم؛ لم تتح لهم الفرصة للضغط على الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لما كان بنو أمية في حالة ضعف وسقوط. هذا من جهة ومن جهة أخرى إن العباسيين الذين كان شعارهم نصرة أهل البيت النبي الطاهرين لم يكن بصالحهم الضغط على الإمام الصادق عليه السلام.

انطلاق حركة الإمام الصادق العلمية

 ولذلك كان هذا العصر زمن سلام وحرية للإمام الصادق عليه السلام، فانتهز الإمام هذه الفرصة الذهبية انتهازا وقام بلأنشطة العلمية والثقافية. ولم يحصل على هكذا فرصة أحد من الأئمة الآخرين عليهم السلام إلا الإمام الباقر عليه السلام نسبيا. مضافا إلى ذلك أن الإمام  الصادق عليه السلام عاش فترة طويلة تقارب 65 سال. حيث ولد عليه السلام سنة 83 ومضى سنة 148 للهجرة. [1]

اغتنم الإمام الصادق عليه السلام هذه الفرصة اغتناما، فبدأ حركة علمية وثقافية كبيرة وعزز الأسس العلمية للمذهب الشيعي. عاش الإمام عليه السلام في المدينة المنورة طوال حياته ولم يقم إلا برحلات قصيرة إلى مكة والعراق لغرض الحج أو بسبب متطلبات سياسية. وفي المدينة المنورة، التي كانت المركز الرئيس لنشر الحديث النبوي في ذلكم الوقت، كان له مجلس علم مزدهر لا يكاد يمكن فيها الفصل بين أتباع الأديان المختلفة والمذاهب المتشتتة.

كثرة التلامذة

إن سعة علم الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وقدرته على التعامل مع مختلف الملل والنحل والأديان تسبب في أن يتحلق حوله جم غفير وجمع كثير من العلماء كطالبين للعلوم الجعفرية على منشئها آلاف التحية والثناء. وكان كبار المتكلمين والفقهاء والقراء والمحدثين والأدباء والشعراء من جميع أنحاء العالم الإسلامي يشاركون في مجالس درسه ويستفيدون من نمير علمه. وقد تخرج من هذه المدرسة المباركه آلاف من العلماء والمفكرين وقد قيل أن عدد تلامذته يربو على 4000 ألف.[2] وهكذا أصبح اسم الشيعة مقترنا باسم الإمام جعفر الصادق عليه السلام واشتهر الشيعة الإثناعشرية بالشيعة الجعفرية. يقول السيد الحميري:

ولما رأيت الناس في الدين قد غووا * تجعفرت باسم الله فيمن تجعفروا

ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد الناس جعفر

المصادر:

[1] . بحار الأنوار، محمدباقر المجلسي، ج47، ص 1.

[2] . الإرشاد، الشيخ المفيد، ج2، ص179.