معايير انتخاب الأفضل

13:22 - 2024/05/28

ذُكِرت معايير للذين يريدون أن يتولوا المسؤولية في الحكومة الإسلامية، وعلى المنتَخب أن يلاحظ وجودها في من ينتخبه.

يجب أن تكون في المنتَخَب معايير، فمن تلك المعايير الإيمان والتقوى، قال تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"[1]

والعلم والحكمة: "وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا"[2]

والسجل الجيد والواضح: يؤكّد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر على دِقة السجل لمن يريد أن يستعمله فيقول:" إنَّ شَرَّ وُزرائِكَ مَنْ كانَ للأشرارِ قَبلَكَ وَزيراً وَمَنْ شَرَكَهُمْ فِي الآثامِ، فَلا يَكُونَنَّ لَكَ بِطانَةً"[3]ويقول في موضع آخر: "حُسْنُ الشُّهرةِ، حِصْنُ الْقُدْرَةِ"[4]

ومن معايير المنتَخَب، المجاهدة في سبيل الله: "وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا"[5]

وأن يكون لديه القدرة على العمل وذا أمانة: "إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين"[6]والأمانة حساسة خصوصاً لمن يريد أن يتصدى مسؤولية في الحكومة الإسلامية، لأنهم يُعدون أمناء على الإسلام، ودماء الشهداء، وبيت المال، ومرافق النظام، وهم معتَمِدوا الشعب.

ويقول الإمام زين العابدين عليه السلام عن أهمية الأمانة: "لو أن قاتل أبي الحسين بن علي عليهما السلام ائتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه"[7]نعم، لا شك أن تحمل المسؤولية في النظام الإسلامي أمانة إلهية ثقيلة.

والاستحقاق: "إِنَّ اللّهَ يَأمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"[8]جاء في تفسير هذه الآية أن تُعطى المسؤولية لأهلها.

نعم، مثل مجلس الشورى الإسلامي الذي من واجب ممثل الشعب المنتَخَب أن يُشرّع، فالمشرع يجب أن يكون إلى حد بعيد عالما بالإسلام، وملتزما بالقانون.

المنتَخَب

في المنتَخَب الرشد والشغف

وأن يكون المنتَخَب رشيدا: "فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ"[9]وعلامة الرشد أنه إذا رأى في مرحلة المنافسة أن شخصاً آخر أفضل منه وأجدر منه في تصدي المسؤولية، فعليه أن يترك منصبه له، وإلا فقد خان الله ورسوله.

يقول الإمام علي عليه السلام: "مَنْ تَقَدَّمَ عَلَى قَوْمٍ وَهُوَ يرَى فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَفْضَلَ فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالمُؤمِنينَ"[10]

وأن يكون في المنتَخَب الشغف وحب الدين وحب الناس، فقد سأل النبي موسى ربّه وقال: لماذا اخترتني دون غيري لقبول هذه المسؤولية؟ فقال الله تعالى: يا موسى، كان فيك من العاطفة والمحبة ما لم يكن في غيرك.[11]

وأن يتمتع المنتَخَب بالخبرة والتواضع، فقد أكّد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر على اختيار الأشخاص لتسليم المسؤوليات بهذه الصفات، فقال:"وَتَوَخَّ مِنْهُمْ أَهْلَ التَّجْرِبَةِ وَالْحَيَاءِ"[12]

المصادر:

[1] . سورة الحجرات، الآية 13.

[2] . سورة يوسف، الآية 22.

[3] . نهج البلاغة، الرسالة 35.

[4] . غرر الحِكَم، الحكمة 481.

[5] . سورة النساء، الآية 95.

[6] . سورة القصص، الآية 26.

[7] . الأمالي، الشيخ الصدوق، ص ٣١٩.

[8] . سورة النساء، الآية 58.

[9] . سورة النساء، الآية 6.

[10] . الغدير، الأميني، ج8، ص291.

[11] . أصول الكافي، الشيخ الكليني، ج2، ص123.

[12] . نهج البلاغة، الرسالة 53.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
2 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.