عبور قافلة الأسرى على مجزرة الشهداء

11:39 - 2024/08/01

تتجدد النقاشات والشبهات حول تفاصيل واقعة عاشوراء المؤلمة التي هزت التاريخ الإسلامي. من بين هذه الشبهات، تأتي قضية عبور قافلة الأسرى، تتقدمها السيدة زينب عليها السلام، من موقع شهادة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه. ويتساءل البعض عن صحة هذه الرواية ويعدّونها من التحريفات التي أدخلت على واقعة عاشوراء.

من الشبهات المطروحة، عبور قافلة الأسرى من جانب موقع القتل وعُدّتْ من التحريفات التي لحقت بواقعة عاشوراء.

والجواب: لا نرى وجهاً للاعتراض على هذه القضية، لأن وجود هذا الحدث وفقًا لما ورد في الكتب التاريخية والمقاتل هو حقيقة لا يمكن إنكارها. بل يمكن القول إن السبب في مرور الأسرى بجانب موقع القتل هو لزيادة الألم والحزن في قلوب أهل البيت المصابين.

الأسرى

بعض المصادر التي ذكرت عبور قافلة الأسرى :

1. كتاب "معالم الفتن": يقول قرة بن قيس: "نظرت إلى تلك النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده، صحن ولطمن وجوههن، فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعًا وهي تقول: يا محمداه، يا محمداه، صلى عليك ملائكة السماء، هذا حسين بالعراء."[1]

2. الطبري في "تاريخه" يروي عن أبي مخنف عن قرة بن قيس: "نظرت إلى تلك النسوة لما مررن بحسين وأهله وولده."[2]

3. الخوارزمي ينقل: "ثم أذّن عمر بن سعد للناس بالرحيل إلى الكوفة وحمل بنات الحسين وأخواته وعلي بن الحسين وذرياتهم، فلما مروا بجثة الحسين وجثث أصحابه صاحت النساء ولطمن وجوههن، وصاحت زينب: يا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، معفر بالتراب، مقطع الأعضاء... ما زالت تقول هذا القول حتى أبكت، والله، كل صديق وعدو، حتى رأينا دموع الخيل على حوافرها."[3]

4. ابن نماء الحلي ينقل: "ومررن على جسد الحسين عليه السلام وهو معفر بدمائه، مفقود من أحبائه، فندبت عليه زينب عليها السلام بصوت مشج وقلب مقروح: يا محمداه، صلى عليك مليك السماء..."[4]

5. في بحار الأنوار: "فخرجن حواسر، مسلبات، حافيات، باكيات، يمشين سبايا في أسر الذلة، وقلن بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين، فلما نظرن إلى القتلى صحن وضربن وجوههن..."[5]

باستعراض بعض المصادر، اتضح أن عبور قافلة الأسرى من موقع مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه هو حقيقة تاريخية وليست خرافة. هذه الرواية مدعومة بالشهادات الواردة في كتب التاريخ والمقاتل، مما يعزز من مصداقيتها. الهدف من هذا العبور كان لإثارة الحزن واللوعة في قلوب أهل البيت، وهو جزء لا يتجزأ من المأساة الكربلائية. لذا، يمكن القول بأن هذا الحدث ليس فقط جزءًا من التاريخ، بل يحمل أيضًا دلالات عميقة على صمود وثبات أهل البيت أمام الظلم والجور.

المصادر:

[1] . معالم الفتن، سعيد أيوب، ج2، ص303؛ معالم المدرستین، مرتضى العسكري، ج3، ص142.

[2] . تاریخ طبری، ابن جرير الطبري، ج5، ص455؛ البدایة والنهایة، ابن كثير، ج8، ص106.

[3] . مقتل الحسین علیه السّلام، الخوارزمی، ج2، ص39.

[4] . مثیرالأحزان، ابن نما الحلي، ص83.

[5] . بحارالانوار، محمد باقر المجلسي، ج 45؛ ص58.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
12 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.