لا تدع زيارة الإمام الحسين عليه السلام لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده.
لا تخفى منزلة الإمام الحسين عليه السلام على أي مؤمن؛ فقد علا شأنا نسبا وكمالا، ومرتبته الرفيعة التي تبوأها عند الله سبحانه وتعالى لاتعلوها مرتبة، إلا من خُص بذلك أو فوقه، فقد تجلت صفاته الحميدة وانسانيته الكاملة، فهو عليه السلام مصباح الهدى وسفينة النجاة. له مشهد في أرض كربلاء يؤمه المؤمنون العارفون بحقه، وفي شأن زيارته عليه السلام وردت النصوص الكثيرة الحاثة والمبينة لعظمة ذلك.
فضل زيارة الإمام الحسين عليه السلام
عقد ابن قولويه في كتابه كامل الزيارات أبوابا عديدة ذكر تحتها روايات شريفة عن المعصومين عليهم السلام في شأن زيارة الإمام الحسين عليه السلام وفضلها بأبعاد إيمانية ومعرفية مختلفة، وهذا ما سيتضح ويتبين من الروايات التي نسوقها تاليا:
أولا: أن الرسول وعلي وفاطمة والأئمة يدعون لزوار قبر الإمام الحسين:
وفيه ما عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال لي: "يا معاوية لا تدع زيارة الحسين عليه السلام لخوف، فان من تركه رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، اما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والأئمة عليهم السلام، اما تحب أن تكون ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر لك ذنوب سبعين سنة، اما تحب أن تكون ممن يخرج من الدنيا وليس عليه ذنب تتبع به، اما تحب أن تكون غدا ممن يصافحه رسول الله صلى الله عليه وآله".[1]
ثانيا: أن زيارة الحسين تزيد في العمر والرزق وأن تركها تنقصهما:
وفيه ما رُوي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: "مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام، فان اتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء، واتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله".[2]
ثالثا: أن زائري الإمام الحسين يدخلون الجنة قبل الناس:
وفيه ما عن عبد الله بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: "إن لزوار الحسين بن علي عليهما السلام يوم القيامة فضلا على الناس، قلت وما فضلهم، قال: يدخلون الجنة قبل الناس بأربعين عاما وسائر الناس في الحساب والموقف".[3]
ومثل هذه الروايات كثيرة ولا احصاء لها، وفيها بيان واضح لأهمية زيارة الإمام الحسين عليه السلام وما يترتب على ذلك من عظيمات الدرجات وعلو المقامات، ومنها كذلك نعرف قدر هذا الإمام العظيم.
هذا، ورُوي أن الصادق عليه السلام سئل عن زيارة الإمام الحُسَين عليه السلام هل لها وقت أفضل من غيره؟
فقال: "زوروه صلى الله عليه في كل وقت وفي كل حين فإن زيارته عليه السلام خير موضوع، فمن أكثر منها فقد استكثر من الخير ومن قلل قلل له، وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة، فإن الأعمال الصالحة فيها مضاعفة، وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته عليه السلام...".[4]
وعلى كل حال فإن زيارته عليه السلام تزداد فضلا في الأوقات الشريفة والليالي والأيام المباركة مما لم يخص بالذكر لا سيما فيما انتسب إليه من تلك الأوقات كيوم المباهلة ويوم نزول سورة هل أتى ويوم ميلاده الشريف وليالي الجمعة وغير ذلك من شريف الأزمان؛ هذا ما عن بعض علمائنا.
_______
المصادر:
[1] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص٢٣٠.
[2] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص284.
[3] كامل الزيارات، ابن قولويه، ص262.
[4] اقبال الاعمال، السيد بن طاووس ج١، ص10.