ملخص البحث: ان الموسیقی تعد من مصادیق «لهو الحدیث» الواردة فی سورة لقمان و لها مفاسد ادناها: الترغیب الی فساد الاخلاق و الغفلة عن ذکر الله و الاضرار بالاعصاب و انه تعد وسیلة للاستعمار.
قال الله تعالی: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِين (لقمان: آیه6)
ان لـ«لهو الحدیث» مصادیق أتمها الموسیقی فبنظرة عابرة إلى معطيات الموسیقی سنواجه المفاسد أدناها:
1. الترغيب و الدعوة إلى فساد الأخلاق.
لقد بيّنت التجربة- و التجربة خير شاهد- أنّ كثيرا من الأفراد الواقعين تحت تأثير الموسيقى قد تركوا طريق التقوى، و اتّجهوا نحو الشهوات و الفساد.
إنّ مجلس الموسیقی- عادة- يعدّ مركزا لأنواع المفاسد، و الحافز علیها الغناء.
و عند ما نرى في الرّوايات الإسلامية: أنّ الغناء ينبت النفاق، فإنّه إشارة إلى هذه الحقيقة، و هي أنّ روح النفاق هي روح التلوّث بالفساد و الابتعاد عن التقوى.
و إذا جاء في الرّوايات أنّ الملائكة لا تدخل البيت الذي فيه غناء، فبسبب التلوّث بالفساد، لأنّ الملائكة طاهرة تطلب الطهارة، و تتأذّى من هذه الأجواء الملوّثة.
2. الغفلة عن ذكر اللّه:
إن الموسیقی تجعل الإنسان عبدا ثملا من الشهوات حتّى يغفل عن ذكر اللّه.
3. الإضرار بالأعصاب:
إنّ الغناء و الموسيقى- في الحقيقة- أحد العوامل المهمّة في تخدير الأعصاب، و بتعبير آخر: إنّ الموادّ المخدّرة ترد البدن عن طريق الفمّ و الشرب أحيانا كالخمر، و أحيانا عن طريق الشمّ و حاسّة الشمّ كالهيروئين، و أحيانا عن طريق الحقنة كالمورفين، و عن طريق حاسّة السمع كاموسیقی بین حین و آخر.
إنّ الانتباه بدقّة إلى سيرة مشاهير الموسيقيين يبيّن أنّهم قد واجهوا تدريجيّا مصاعب و صدمات نفسية خلال مراحل حياتهم حتّى فقدوا أعصابهم شيئا فشيئا، و ابتلي عدد منهم بأمراض نفسية، و جماعة فقدوا مشاعرهم و ساروا إلى دار المجانين، و بعضهم أصيبوا بالشلل و العجز، و بعضهم أصيب بالسكتة، حيث ارتفع ضغط الدم عندهم أثناء عزف الموسيقى.
و قد جاء في بعض الكتب التي كتبت في مجال الآثار المضرّة للموسيقى على أعصاب الإنسان، حالات جمع من الموسيقيين و المغنّين المعروفين الذين أصيبوا بالسكتة و موت الفجأة أثناء أداء برامجهم، و زهقت أرواحهم في ذلك المجلس.
و خلاصة القول فإنّ الآثار المضرّة للغناء و الموسيقى على الأعصاب تصل إلى حدّ إيجاد الجنون، و تؤثّر على القلب و تؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم و غير ذلك من الآثار المخرّبة.
و يستفاد من الإحصاءات المعدّة للوفيّات في عصرنا الحالي بأنّ معدّل موت الفجأة قد إزداد بالمقارنة مع السابق، و قد ذكروا أسبابا مختلفة كان من جملتها الغناء و الموسيقى.
4. الموسیقی احدی وسائل الاستعمار:
إنّ مستعمري العالم يخافون دائما من وعي الشعوب، و خاصّة الشباب، و لذلك فإنّ جانبا من برامجهم الواسعة لاستمرار الاستعمار هو إغراق المجتمعات بالغفلة و الجهل و الضلال، و توسيع وسائل اللهو المفسدة.
إنّ المخدّرات لا تتّصف اليوم بصفة تجارية فقط، بل هي إحدى الوسائل
السياسية المهمّة، فإنّ السياسات الاستعمارية تسعى إلى إيجاد مراكز الفحشاء و نوادي القمار و وسائل اللهو الفاسدة الاخرى، و من جملتها توسيع و نشر الموسيقى، و هي من أهمّ الوسائل التي يصرّ عليها المستعمرون لتخدير أفكار الناس، و لهذا فإنّ الموسيقى تشكّل القسم الأكبر من وقت إذاعات و قنوات العالم.
المصادر:
(1)- تأثير الموسيقى على النفس و الأعصاب.
(2)- الامثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج13، ص14.