الملخص: بشكل عام، فانّ حالة التقوى و الضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان باللّه و اليوم الآخر. و معيار فضيلة الإنسان و افتخاره، و مقياس شخصيته في الإسلام.
التقوى من الوقاية، أي الحفظ و الصيانة، و هي بعبارة اخرى جهاز الكبح الداخلي الذي يصون الإنسان أمام طغيان الشهوات. و لهذا السبب وصف أمير المؤمنين علي عليه السّلام التقوى بأنها الحصن الذي يقي الإنسان أخطار الانزلاق إذ قال: «اعلموا عباد اللّه أنّ التّقوى دار حصن عزيز» [نهج البلاغة، الخطبة 157].
و في النصوص الدينية و الأدبية تشبيهات كثيرة تجسّم حالة التقوى، فعن الامام علي عليه السّلام قال: «ألا و إنّ التّقوى مطايا ذلل، حمل عليها أهلها، و أعطوا أزمّتها، فأوردتهم الجنّة» [نهج البلاغة، الخطبة 16].
و عبد اللّه بن المعتز شبّه التقوى بحالة رجل يسير على طريق شائكة، و يسعى إلى أن يضع قدمه على الأرض بتأنّ و حذر، كي لا تخزه الأشواك، أو تتعلق بثيابه، يقول:
خل الذّنوب صغيرها و كبيرها فهو التّقى
و اصنع كماش فوق أر ض الشّوك يحذر ما يرى
لا تحقرنّ صغيرة إنّ الجبال من الحصى! [روض الجنان و روح الجنان، أبو الفتوح الرازي، ج 1، ص 62]
هذا التشبيه يفيد أيضا أن التقوى لا تعني العزلة و الانزواء عن المجتمع، بل تعني دخول المجتمع، و خوض غماره، مع الحذر من التلوّث بأدرانه إن كان المجتمع ملوثا.
بشكل عام، فانّ حالة التقوى و الضبط المعنوي من أوضح آثار الإيمان باللّه و اليوم الآخر. و معيار فضيلة الإنسان و افتخاره، و مقياس شخصيته في الإسلام، حتى أضحت الآية الكريمة: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ» [الحجرات، 14] شعارا إسلاميا خالدا.
يقول الامام عليّ عليه السّلام «إنّ تقوى اللّه مفتاح سداد، و ذخيرة معاد، و عتق من كلّ ملكة، و نجاة من كلّ هلكة» [نهج البلاغة، الخطبة 230].
جدير بالذكر أن کلمة التقوى السامیة ذات شعب و فروع، منها التقوى المالية و الاقتصادية، و التقوى الجنسية و الاجتماعية و التقوى السياسية .... .
المصدر: الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، مكارم الشيرازي، ج1، ص 84.