إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة

16:03 - 2015/12/15

الملخص: وكلما بقيت الكعبة كلما كان الدين باقياً، لأنها تجذب المسلمين حولها حتى يفيقوا من سباتهم، وينفضوا غبار الجبت والطاغوت عنهم بالتلبية «لبيك اللهم لبيك» حيث الولاء الحق؛ ولهذا نجد جميع الطواغيت وعلى مرّ العصور يحاولون طمس معالم بيت الله الحرام- الكعبة- والله يأبى ذلك.

الكعبة، مكة، الاسلام

عن الإمام الصادق (ع) قال: «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة»[1].

هذه الرواية تؤكد حالة التلازم والربط الوثيق بين الدين وبين بيت الله الحرام. وكلما بقيت الكعبة كلما كان الدين باقياً، لأنها تجذب المسلمين حولها حتى يفيقوا من سباتهم، وينفضوا غبار الجبت والطاغوت عنهم بالتلبية «لبيك اللهم لبيك» حيث الولاء الحق؛ ولهذا نجد جميع الطواغيت وعلى مرّ العصور يحاولون طمس معالم بيت الله الحرام- الكعبة- والله يأبى ذلك.

فقد حاول أبرهة الحبشي ذلك، وقد حكى القرآن قصته في سورة الفيل فقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ‏)[2]. ثم حاول يزيد بن معاوية بعدما قتل الإمام الحسين (ع) فسيَّر في جيش الحرّة الذي كان يقوده مسلم بن عقبة وعقبه بعد هلاكه الحصين بن نمير إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير، وأتوا مكة، فحاصروا ابن الزبير وقاتلوه ورموه بالمنجنيق، وذلك في صفر سنة أربع وستين، واحترقت بشرار نيرانهم أستار الكعبة وسقفها وقرنا الكبش الذي فدى الله به إسماعيل (ع)، وكانا في السقف‏[3] فأدى ذلك إلى خراب أجزاء كثيرة من الكعبة المشرفة،

فأهلك الله تعالى يزيد في نفس العام، وأراح الناس من شره‏[4].

ونفس الفعل قام به الحجّاج بن يوسف الثقفي بأمر من مولاه عبد الملك بن مروان‏[5].

كل هذه الحركات التي استهدفت الكعبة الشريفة كان، القصد من ورائها هو: ضرب الإسلام والقضاء على مهد الإسلام ورمزه الخالد بحجّة القضاء على الحركة التي قامت ضد السلطة الحاكمة.

إذن، المسألة الأساسية لا تتعلق بالقضاء على الحركة المعارضة بقدر ما تتعلق بضرب الكعبة وهدمها ونسفها، وهذه هي المهمة الأولى والهدف الأساس، الذي يتربص له الاستعمار في كل فرصة يراها جيدة. إلّا أنّ الله عزّ وجل يحبط كل هذه الإرادات الضعيفة التي تريد أن تقضي على الدين الإسلامي، ومن هنا ندرك قول الإمام الصادق (ع): «لا يزال الدين قائماً ما قامت الكعبة»[6].[7]

المصادر:

[1]علل الشرائع: ج 2 ص 396 ب 132 ح 1.

[2]  سورة الفيل: 1- 5.

[3] انظر تأريخ الخلفاء للسيوطي: ج 1 ص 212 فصل يزيد بن معاوية .

[4] انظر بحار الانوار: ج 68 ص 123 ب 63 بيان.

[5]أنظر بحار الأنوار: ج 68 ص 123 باب 63.

[6] علل الشرائع: ج 2 ص 396 ب 132 ح 1 .

[7] فلسفة الحج في بلادي.. في بلادي، 1جلد، موسسه المجتبي - بيروت لبنان، چاپ: اول، 1422ق.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.