الملخص: إنّ مكانة الزهراء و عظمتها «صلوات اللّه عليها» لا يمكن أن يستوعبها أي واحد من المخلوقات إلّا النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و الوصي عليه السّلام فإن الضيّق لا يمكن أن يحيط بالواسع و أنّى للذرّة أن تحيط بالمجرة؟! و أنّى للمغرفة أن تستوعب المحيط؟!
إنّ مكانة الزهراء و عظمتها «صلوات اللّه عليها» لا يمكن أن يستوعبها أي واحد من المخلوقات إلّا النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و الوصي عليه السّلام فإن الضيّق لا يمكن أن يحيط بالواسع و أنّى للذرّة أن تحيط بالمجرة؟! و أنّى للمغرفة أن تستوعب المحيط؟!
كما قالوا بالنسبة إلى استحالة ادراكنا للّه سبحانه لأن اللامتناهي يستحيل أن يحيط به المتناهي المحدود أو يدرك كنهه، و لا شك انهم عليهم السّلام ليسوا كاللّه سبحانه في اللاتناهي و اللامحدودية إلّا انه لا شك أنهم عليهم السّلام أوسع من الناس الضيقين بما قد يلغى النسبة بين الطرفين و يجعلها أبعد من نسبة القطرة إلى المحيطات، و قد «سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها» كما في الحديث الشريف «1».
فإنها «عليها الصلاة و السلام» أفضل من الأنبياء كافة باستثناء الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم، كما دلت على ذلك أدلة متعددة، و سيأتي ذلك.
و هي «عليها الصلاة و السلام» حجّة على كل أولادها الأئمة الطاهرين عليهم السّلام و هم أفضل من الأنبياء و الملائكة كافة- و لذا قال الإمام العسكري عليه السّلام: «و هي حجّة علينا» «2».
و قال الإمام الحجّة «عجل اللّه تعالى فرجه الشريف»: «و في ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم لي اسوة حسنة». «3» و قد قال الإمام الحسين عليه السّلام: «امي خير مني» «4». و لها «عليها السلام» الولاية التكوينية بتفويض اللّه سبحانه لها كتفويضه الولاية لهم عليهم السّلام.
(1) تفسير فرات الكوفي: ص 218 ط نجف و ص 581 ط طهران.
(2) أطيب البيان، ج13، ص225.
(3) بحار الأنوار، ج53، ص178.
(4) الإرشاد للشيخ المفيد، ص232.
المصدر: من فقه الزهراء عليها السلام، رشيد، قم - ايران، الطبعة الاولى، 1428 ه ق،ج1، ص: 10.