الملخص: و تتجلى عظمة نعمة الأرض أكثر حين نلاحظ خاصّية الجاذبية التي تؤمّن لنا إمكانية الاستقرار و إنشاء الأبنية و المزارع، و سائر مستلزمات الحياة على هذه الأرض. فلو انعدمت هذه الخاصية لحظة واحدة لتناثر كل ما على هذه الأرض من إنسان و حيوان و نبات في الفضاء! تعبير «فراش» يصوّر بشكل رائع مفهوم الاستقرار و الاستراحة، كما يصوّر إضافة إلى ذلك مفهوم الاعتدال و التناسب في الحرارة.
الآية التالية (البقرة: 22) استعرضت قسما آخر من النعم الإلهية التي تستحق الشكر، ذكرت أوّلا خلق الأرض: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً. فهذه الكرة السائرة بسرعة مذهلة في الفضاء، قد سخرت للإنسان كي يمتطيها و يستقر عليها دون أن تؤثر عليه حركتها.
و تتجلى عظمة نعمة الأرض أكثر حين نلاحظ خاصّية الجاذبية التي تؤمّن لنا إمكانية الاستقرار و إنشاء الأبنية و المزارع، و سائر مستلزمات الحياة على هذه الأرض. فلو انعدمت هذه الخاصية لحظة واحدة لتناثر كل ما على هذه الأرض من إنسان و حيوان و نبات في الفضاء! تعبير «فراش» يصوّر بشكل رائع مفهوم الاستقرار و الاستراحة، كما يصوّر إضافة إلى ذلك مفهوم الاعتدال و التناسب في الحرارة.
هذه الحقيقة يعبّر عنها الإمام علي بن الحسين عليه السّلام مفسرا هذه الآية إذ يقول: «جعلها ملائمة لطباعكم، موافقة لأجسادكم و لم يجعلها شديدة الحماء و الحرارة فتحرقكم، و لا شديدة البرودة فتجمدكم، و لا شديدة طيب الرّيح فتصدع هاماتكم، و لا شديدة النّتن فتعطبكم، و لا شديدة اللّين كالماء فتغرقكم، و لا شديدة الصّلابة فتمتنع عليكم في دوركم و أبنيتكم و قبور موتاكم ... فلذلك جعل الأرض فراشا لكم»! «1»
1- نور الثقلين، ج 1، ص 41
المصدر: «الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، مکارم شیرازی، ناصر، قم، الطبعة الاولى، 1421ق،، ج1، ص: 112