الملخص:كل اعتقاد بوجود أشياء لها نفس تأثير اللّه في الحياة هو نوع من الشرك. و هذا ما يعبّر عنه ابن عباس إذ يقول: (الأنداد) هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء، و هو أن يقول: و اللّه، و حياتك يا فلان، و حياتي! ... و يقول: لو لا كلبه هذا لأتانا اللصوص البارحة! ... و قول الرجل لصاحبه: ما شاء اللّه و شئت ... هذا كله به شرك
لا بدّ من التأكيد على أن الشّرك باللّه لا ينحصر باتّخاذ الأوثان الحجرية و الخشبية آلهة من دون اللّه كما يفعل الوثنيون، أو القول بأن اللّه ثالث ثلاثة كما تقول النصارى. بل إن للشرك معنى أوسع و صورا متنوعة أكثر ضمورا و خفاء.
و بشكل عام كل اعتقاد بوجود أشياء لها نفس تأثير اللّه في الحياة هو نوع من الشرك. و هذا ما يعبّر عنه ابن عباس إذ يقول: (الأنداد) هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة ظلماء، و هو أن يقول: و اللّه، و حياتك يا فلان، و حياتي! ... و يقول: لو لا كلبه هذا لأتانا اللصوص البارحة! ... و قول الرجل لصاحبه: ما شاء اللّه و شئت ... هذا كله به شرك «1».
و نقرأ في حديث شريف أن رجلا قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: ما شاء اللّه و شئت. فقال النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم: «أ جعلتني للّه ندّا»؟!
مثل هذه التعابير التي يشمّ منها رائحة الشرك رائجة- مع الأسف- بين سواد المسلمين و غير لائقة بالشخص الموحّد، كقولهم: اعتمادي على اللّه و عليك!!
في الرواية عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام في تفسير قوله تعالى: وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ «2» قال: «قول الرّجل لو لا فلان لهلكت، و لو لا فلان لأصبت كذا و كذا، و لو لا فلان لضاع عيالي» «3».
1- في ظلال القرآن، سيد قطب، ج 1، ص 53.
2- يوسف، 106.
3- سفينة البحار، ج 1، ص 697.
المصدر: «الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، مکارم شیرازی، ناصر، قم، الطبعة الاولى، 1421ق، ج1، ص: 116