الأموات ينتفعون بعمل الأحياء

20:54 - 2016/04/12

چکیده: فقد سُئِلتُ عمّا ينفع الأموات و يبلغهم ثوابه من سعي الأحياء ؟ و الأصل في أعمال العباد أنّ ثوابها لفاعِلِها ، أمّا ما أهدى فاعله فثوابَه لغيره ، أو أدّاه نيابةً عن الغير من  الأموات ، فالحكم بصحة الإنابة أو عدَمها ؟، و بلوغ ثوابه لِمَن وُهِبَ إليه أو عدمُه؟ ، إذ رُخّص بصحة الإنابة و بلوغه ثوابه الى الميت كما في الكتاب والسنة

الاموات

یوجد بحث بین علماء المسلمین هل ینتفع الاموات بعمل الاحیاء او لا؟ من یذهب الی ان الاموات ینتفعون ومن یذهب الی خلاف هذا القول ولکن عندما نراجع الی الکتاب والسنة نجد ان القول الاول هو الثابت بالکتاب والسنة کما یلي،الیك نموذجا من الادلة:
أما من الكتاب الکتاب فيدل عليه:
اولاً: قوله تعالی: ((والذین جاءوا من بعدهم یقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذین سبقونا بالإیمان)) [1]. فأثنی علی المؤمنین باستغفارهم  لأخوانهم المؤمنین  الذین سبقوهم من الاموات والاحیاء بالإیمان،  فدل علی انتفاع الاموات بالاستغفار الأحیاء من المؤمنین.
وثانیا: قوله تعالی: ((الَّذینَ یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ یُسَبِّحُونَ بحمد رَبِّهِمْ وَ یُؤْمِنُونَ بِهِ وَ یَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذینَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ کُلَّ شَیْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذینَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبیلَك وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحیم))[2] باستغفارهم یَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ للمومنین مطلقاً[3]، فدل علی انتفاعهم (الاموات)  باستغفار الملائکة.
وأما من السنة فهناك روايات كثيرة:
1. الصدَقة عن المیّت:
و ینتفع المیت بصدَقة الحي عنه، عن  عَائِشَةَ  ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِیِّ صَلَّی اللَّه عَلَیْهِ {و آله}وَ سَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نفسها (أي ماتت فجأةً) وَ أَظُنُّهَا لَوْ تَکَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: (نَعَمْ) [4].
و عن ابْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ سَعدَ بْنَ عُبَادَةَ تُوُفِّیَتْ أُمُّهُ وَ هُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ: یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّیَتْ وَ أَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَیَنْفَعُهَا شَیْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا؟ قَالَ: (نَعَمْ) قَالَ: فَإِنِّي أُشْهِدُك أَنَّ حَائِطِي الْمِخْرَافَ (اسم لبستان کان له) صَدَقَة عَلَيْهَا [5].
و قد حکي النووي  الإجماع علی وصول الدعاء للمیت، و إن أداء الدین عنه یجزئه، و کذا سائر الصدقات، تقع عن المیت و یصله ثوابها من ولده أو غيره [6].
4. قراءة القرآن الکریم للمیت:
فهل یصل ثواب قراءة القرآن الکریم إلی المیت؟
هذه مسألة خلافیّة قدیمة، و لأهل العلم فيها قولان معروفان:
القول الأوّل: أنّه لا یصل، و هذا هو المشهور من مذهب الشافعي [7]، و یؤیّده عدم ورود النص المجوّز للقراءة عن المیت، فتکون القراءةٌ بدعة منکرةً، لأنَّها عبادة، و الأصل في العبادات التوقیف، و علیه فلا یثاب فاعلها، و لا ینتفع بها من وُهِبَتْ إلیه.
القول الثانی: أنّ ثواب القراءة یصل إلی المیّت، و هذا مذهب الجمهور (الأئمّة الثلاثة، و جماعة من أصحاب الشافعي، و غیرهم)، بل زُعمَ علی وُصوله الإجماع السکوتی.
یقول ابن قدامة: قال أحمد بن حنبل: المیت یصل إلیه کل شیء من الخیر، للنصوص الواردة فیه، و لأن المسلمین یجتمعون فی کل مصر، و یقرؤون، و یُهدون لموتاهم من غیر نکیر، فکان إجماعاً [8].
و القول بوصول الثواب إلی المیت هو اختیار  ابن تیمیّة ، و قد انتصر له في غیر موضع من کتبه، و تابَعه علی ذلك تلمیذه ابن القیّم، و حجّته عدَم ورود النهی، و أنّه یقاس علی ما أخبر الشارع بانتفاع الأموات بها، و بلوغهم ثوابها إذا أُهدیَ إلیهم، کالدعاء و الصدقة و الصوم و الحج والیک بعض اقواله:
وقد سُئِل ابن تیمیة عن حکم عمل (الختمة) لمن مات؟ فأجاب: لَکِنْ إذَا تُصُدِّقَ عَنْ الْمَیِّتِ عَلَی مَنْ یَقْرَأُ الْقُرْآنَ أَوْ غَیْرِهِمْ؛ یَنْفَعُهُ ذَلِك باتّفاق الْمُسْلِمِینَ، وَکَذَلِك مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مُحْتَسِبًا وَأَهْدَاهُ إلَی الْمَیِّتِ نَفَعَهُ ذَلِك [9].
عَنْ قِرَاءَةِ أَهْلِ الْمَیِّتِ تَصِلُ إلَیْهِ؟ وَالتَّسْبِیحُ وَالتَّحْمِیدُ وَالتَّهْلِیلُ وَالتَّکْبِیرُ إذَا أَهْدَاهُ إلَی الْمَیِّتِ یَصِلُ إلَیْهِ ثَوَابُهَا أَمْ لَا؟ فَأَجَابَ: يَصِلُ إلَی الْمَیِّتِ قِرَاءَةُ أَهْلِهِ وَتَسْبِیحُهُمْ وَتَکْبِیرُهُمْ وَسَائِرُ ذِکْرِهِمْ لِلَّهِ تَعَالَی إذَا أَهْدَوْهُ إلَی الْمَیِّتِ وَصَلَ إلَیْهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ [10].

 وَسُئِلَ: هَلْ الْقِرَاءَةُ تَصِلُ إلَی الْمَیِّتِ مِنْ الْوَلَدِ أَوْ لَا؟ (عَلَی مَذْهَبِ الشَّافِعِي):
فَأَجَابَ: أَمَّا وُصُولُ ثَوَابِ الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِیَّةِ: کَالْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ فَمَذْهَبُ أَحْمَد وَأَبِي حَنِیفَةَ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِك وَالشَّافِعِي إلَی أَنَّهَا تَصِلُ وَذَهَبَ أَکْثَرُ أَصْحَابِ مَالِك وَالشَّافِعِي إلَی أَنَّهَا لَا تَصِلُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ[11].

المصادر:
[1]. (الحشر:10)
[2]. (غافر:7)
[3]. الاحياء والاموات
[4]. شرح صحیح مسلم: 7 / 90 و 8 / 23
[5]. رواه البخاری (1388)
[6]. رواه البخاری (2756)
[7]. شرح النووي علی مسلم 1/ 25.
[8]. المغني لابن قدامة
[9]. مجموع الفتاوی (24/ 300)
[10]. مجموع الفتاوی (24/ 324)
[11]. مجموع الفتاوی (24/ 324)

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 12 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.