علماء المذاهب ومسألة التبرك

قد يوافق علماء المذاهب علی التبرك أومس المنبر وقبرالنبي(صلی الله عليه وآله وسلم) أو قبور الصالحين وقد نقل ذلك عن أحمدبن حنبل إمام المذهب الحنبلي والرملي الشافعي ومحب الدين الطبري وأبوالصيف اليماني والزرقاني المالکي والعزامي الشافعي وغيرهم، بحسب التفصيل التالي:
1- يقول عبدالله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن الرجل يمس منبر رسول الله ويتبرك بمسه ويقبله، ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب الله تعالی؟ قال: لا بأس به»[1].
2- يقول الرملي الشافعي: «إن کان قبر نبي أو ولي أو عالم واستلمه، أوقبله بقصد التبرك فلا بأس به»[2].
3- يقول محب الدين الطبري: «يجوز تقبيل القبر ومسه، وعليه عمل العلماء والصالحين»[3].
4- ثبت من الناحية التاريخية أن الناس کانوا يأخذون من تراب قبرالنبي(صلی الله عليه وآله وسلم) وحمزة بل من کل تراب المدينة للتبرك، وقد وردت روايات في أن تراب المدينة شفاء من کل داء وأمان من الجذام والشقيقة.
ومن جملة من روی ذلك الزرکشي، يقول: «ينبغي أن يستثنی من منع نقل التراب، نقل تراب الحرم تربة حمزة(عليه السلام) لإطباق السلف علی نقلها للتداوي من الصداع»[4].
وينقل ابن الأثير الجزري عن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) قوله: «والذي نفسي بيده إن في غبارها شفاء من کل داء».
ويقول السمهودي: «کانوا- أي الصحابة- وغيرهم يأخذون من تراب قبر النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) فأمرت عائشة فضرب بالکوة فسدت»[5].
وکذلك قام أهل السنة بالتبرك بجنازات کبرائهم وقبورهم والموردان التاليان هما نموذجان من موارد کثيرة في هذه المسألة:
1- التبرك بقبر سعد بن معاذ الصحابي:
يقول ابن سعد والذهبي: «إن أحداً أخذ من تراب سعد، فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك»[6].
2- التبرك بتراب قبر عبدالله الحداني:
يقول أبو نعيم الإصفهاني وابن حجرالعسقلاني عن الحداني أنه: «المقتول سنة183هـ ، قتل يوم التروية کان الناس يأخذون من تراب قبره کأنه مسك يصيرونه في ثيابهم»، وکذلك ذکرت مسائل عن قبرالبخاري وإبن تيمية.[7]

المصادر:
1- الجامع في العلل ومعرفة الرجال، ج2، ص32- وفاء الوفاء، ج4، ص1414.
2- کنزالطالب، ص219.
3- أسنی المطالب، ج1، ص331.
4- وفاء الوفاء، ج1، ص69.
5- وفاء الوفاء، ج1، ص544.
6- الطبقات الکبری، ج3، ص10- سيرأعلام النبلاء، ج1، ص289.
7- حلية الأولياء، ج2، ص258- تهذيب التهذيب، ج5، ص310- طبقات الشافعية، ج2، ص233- سيرأعلام النبلاء، ج12، ص467- البداية والنهاية، ج14، ص136.