أعداء التقوى

04:12 - 2016/06/20

الملخص:

ترجمة مقالة «دشمنان تقوا» أعداء التقوى

الكاتب: م. رفيعي

العنوان:

http://www.welayatnet.com/fa/news/94458

التقوى، الشيطان، النفس الأمارة

أعداء التقوى

التقوى هي مِلاك أفضلية بعض الناس بالنسبة إلى البعض الآخر من وجهة نظر القرآن الكريم:

يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثى‏ وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ [1]

التقوى ملكة نفسانية تمنع الإنسان من الوقوع في المعاصي؛ و للتقوى درجات مختلفة.

التعرّف على موانع الطريق يُعد الخطوة الأولى لتحقق الهدف في تنفيذ أي عمل أو مشروع، و من أجل السير في طريق تقوى النفس، يجب التعرّف على أعداء هذا الطريق بشكل جيد؛ و أن نحدث في أنفسنا مهارة طريقة مقابلة هذه الموانع و كيفية الوصول إلى شاطئ الأمان من أخطارها. كي نخطو بسلامة في طريق التقوى الإلهية.

إن لتجنب المعاصي عدوين إثنين؛ الشيطان و النفس الأمارة؛ نتكلم حولهما في ما يلي.

عداوة الشيطان للإنسان

من باب أن إمتناع الشيطان من السجود للإنسان، سبب إخراجه من الجنة، فإن حقده و ضغينته بعثته إلى أن يقسم بأن يضل الإنسان هكذا:

قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعين‏ [2]

إذن؛ أول عدو للهداية و لتقوى الإنسان، هو إبليس. طبعا لا يمكنه المداخلة بصورة عملية و بشكل مباشر في أعمال الإنسان؛ بل يحثّ الإنسان إلى الذنوب و الإنحراف عن الصراط بوسوسته و بتحريك النفس الأمارة.

القرآن الكريم بالنسبة إلى أوّل و أهم الأخطار الإعتقادية، يحذر الإنسان من الشيطان الرجيم:

إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعير [3]

إذا؛ المسألة الأولى التي يجب الإنتباه إليها لدفع وساوس الشيطان هي أنه لدينا عدو حقيقي و خبير و مجرب في طريق الوصول إلى السعادة. إنه عدو واقعي بالفعل. إنه عدو لفرد فرد من البشر.

تجربة الشيطان

مع لحاظ عمر الشيطان الطويل و تجربته الكبيرة في إغواء الناس، يجب أن نعلم بأنه يستخدم طرقا مختلفة و يستعمل أدواة متشتتة للوصول إلى هدفه. هذا الموضوع يُظهر لنا أهمية تدقيقنا لمعرفة طرقه من أجل مقابلة حِيَله الخبيثة. و لو أن معرفة طرق الشيطان، تحتاج على الأقل مقالة طويلة، ولكن نشير هنا بإختصار إلى بعض طرقه المذكورة في القرآن:

1.الإلقاء الخفي:

وَ إِنَّ الشَّياطينَ لَيُوحُونَ إِلى‏ أَوْلِيائِهِمْ لِيُجادِلُوكُم‏ [4]

2.الوسوسة:

الَّذي يُوَسْوِسُ في‏ صُدُورِ النَّاسِ [5]

3.ترسيم الآمال الباطلة:

وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في‏ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطان‏ [6]

4.الهجوم من كل الأطراف:

ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ وَ مِنْ خَلْفِهِمْ وَ عَنْ أَيْمانِهِمْ وَ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ لا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرينَ [7]

للشيطان طرقا أخرى مذكورة في القرآن الكريم يمكن دراستها في مكان آخر.

النفس الأمارة

كل أنسان لديه عدو في نفسه يأمره بإرتكاب المعاصي و بالإنحراف عن طريق الحق؛ و لذا يسمى بالنفس الأمارة.

النفس الأمارة تُعد مُتحَدّ أساسي في طريق سعادة الإنسان. أصل خلقة هذه النفس من أجل ممارسة كَبتها؛ يعني بواسطة جهد الإنسان لمكافحة النفس الأمارة و ضبطها و ترجيح إرادة الله على المشتهيات النفسانية، يتكامل الإنسان و ينمو؛ و هذا هو معنى إمتحان الإنسان في الدنيا.

القرآن الكريم يقول عن هذه النفس في خلال قصة يوسف عليه السلام و من لسانه:

وَ ما أُبَرِّئُ نَفْسي‏ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحيم‏ [8]

الإمام علي عليه السلام يقول فيما يختص بشأن النفس الأمارة:

النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ الْمُسَوِّلَةُ تَتَمَلَّقُ‏ تَمَلُّقَ‏ الْمُنَافِقِ وَ تَتَصَنَّعُ بِشِيمَةِ الصَّدِيقِ الْمُوَافِقِ حَتَّى إِذَا خَدَعَتْ وَ تَمَكَّنَتْ تَسَلَّطَتْ تَسَلُّطَ الْعَدُوِّ وَ تَحَكَّمَتْ تَحَكُّمَ الْعُتُوِّ فَأَوْرَدَتْ مَوَارِدَ السَّوْء. [9]

النفس الأمارة، أساس الإنحراف؛ و الشيطان بواسطة وجود هذه النفس، يأمل بإغواء الإنسان.

في رواية أخرى يقول الإمام عليه السلام:

إِنَّ نَفْسَكَ قَدْ أَوْلَجَتْكَ شَرّاً وَ أَقْحَمَتْكَ غَيّاً وَ أَوْرَدَتْكَ الْمَهَالِكَ وَ أَوْعَرَتْ عَلَيْكَ الْمَسَالِك‏. [10]

ملاحظة

وجود النفس و الشيطان في دائرة تربية الإنسان، لازم؛ طبقا للقوانين الإلهية. لأن الإنسان بوجود مقاومته أمام الوساوس و المشتهيات النفسانية، يتمكن من التكامل يوما بعد يوم؛ و يجتاز مراتب التكامل و التقرب.

على الرغم من أن التبري و الإشمئزاز من الشيطان تعد من وظائفنا؛ و قطعا أن الشيطان، مغضوب عليه من قبل الله و ملعون من قبل الناس، ولكن الإصرار على مراقبة النفس يسبب أهليتها و يربيها تربية إلهية و يسوقها إلى العرفان و القرب الإلهي الحقيقي.

النتيجة

نحن البشر، لدينا عدو دائمي، يسمى النفس؛ و يتوجب علينا مراقبته و تربيته. فإننا لو كنا موفقين في تربية العدو الداخلي، لن يتمكن بعدها، العدو الخارجي و هو الشيطان الرجيم من فعل أي شيء. إن شاء الله.

المصادر

[1] الحجرات،13

[2] ص،82

[3] الفاطر،6

[4] الأنعام،121

[5] الناس،5

[6] الحج،52

[7] الأعراف،17

[8] یوسف،53

[9] عبدالواحد بن محمد التميمي، تصنيف غرر الحكم و درر الكلم ؛ ص234، ح 4683

[10] صبحي صالح، شرح نهج البلاغة، ص 390

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.