الفارق بين شرّ الدنيا و الآخرة

10:04 - 2016/07/12

الملخص: السؤال: هناك دعاء عن أبي عبدالله جعفر الصادق (صلوات الله و سلامه عليه) حيث يقول: «اللهم أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا و شر الآخرة» فإنه أضاف لفظ «الجميع» إلى خير الدنيا و خير الآخرة و شر الدنيا دون شر الآخرة، أين يكمن السر يا ترى؟ الجواب: أراد الإمام أن يؤمي إلى تعدد الشر في الدنيا و وحدته في الآخرة.

أقسام الشر×الخیر×حقیقة الشر

السؤال: ما وجهة نظركم في الدعاء المنقول عن أبي عبدالله جعفر الصادق (صلوات الله و سلامه عليه) حيث يقول: «اللهم أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا و جميع خير الآخرة واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا و شر الآخرة» فإنه أضاف لفظ «الجميع» إلى خير الدنيا و خير الآخرة و شر الدنيا دون شر الآخرة، أين يكمن السر يا ترى؟
الجواب: هذه فقرة من دعاء يقرأ كل يوم من شهر رجب و المشهور بل الموجود في النسخ «شرِّ الآخرة» بكسر الراء عطفا على «شرِّ الدنيا» فلا فرقَ معنوياً بينهما و ثمة نقطة لفظية فقط و هي إعادة لفظ «الجميع» في جانب خير الآخرة دون شر الآخرة.
و لعل النقطة هي التفنن في الكلام أو الإشارة إلى جواز العطف على المضاف إليه بدون إعادة المضاف، كما أن إعادته أيضا سائغة. أو أن هذا يسبّب احتواء الكلام على جميع الأساليب الواردة و هذا من فنون البلاغة. غير خفي أن مآل هذين الوجهين إلى التفنن أيضا. أو أنه يدل على وحدة جميع الشرور في الآخرة كما و سيذكر.
أما إذا كان «شر الآخرة» بفتح الراء عطفا على الجميع فنحن بحاجة إلى نقطة معنوية؛ ألا و هي الإيعاز إلى وحدة الشر في الآخرة، بينما الشر في الدنيا على ضروب شتى. بيانه أن مبادئ شر الدنيا و مقدماته كثيرة جداً و هذا يؤدي إلى التكثر في أنواع و أقسام الشر. منها النفس الأمارة، كقوله سبحانه و تعالى: «ما أصابك من سيئة فمن نفسك» [النساء، 79]. و منها شياطين الجن و الإنس كقوله تعالى: «من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة و الناس» [الناس، 4-6]، و منها الغاسق و السحرة و الحسدة قال تعالى: «و من شر غاسق إذا وقب و من شر النفاثات في العقد و من شر حاسد إذا حسد» [الفلق، 3-5] و منها دوابّ الأرض المؤذية و الضاریة كما في الأدعية «و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها» و منها الأعداء و المحتالون و السلاطين كقوله عليه السلام: «اللهم بتألق نور بهاء عرشك من أعدائي استترت و بسطوة الجبروت من كمال عزك ممن يكيدني احتجبت و بسلطانك العظيم من شر كل سلطان و شيطان استعذت» إلى غير ذلك مما ورد في الآيات و الروايات. و هذا بخلاف شر الآخرة حيث ينشأ من الشيطان و النفس الأمارة و هي أيضا تعد من حزب الشيطان.
و يمكن أن يقال: إن شر الآخرة ينحصر في المصيبة التي تنزل على الدين و الطاعة و أما شرور الدنيا فمصائب تنزل على الدين و الطاعة مرة أو على الجسم و البدن كالمرض و الوعكة الصحية أو على الولد و الأهل أو على الأقرباء و الأحماء أو على المال و ما يعود إلى الإنسان أخرى.
على أية حال، فالإمام أراد أن يؤمي إلى تعدد الشر في الدنيا و وحدته في الآخرة بأحد الوجوه التي مضت للتو.

المصدر: «رسائل و مسائل»، النراقي، المولى أحمد، قم، كنگره بزرگداشت محققان نراقی (مؤتمر تكريم النراقيَين)، الطبعة الاولى، 1380للهجرة الشمسية، ج2، ص126.

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.