تقابل فرقة داعش التكفيرية مع القرآن الكريم

15:39 - 2016/08/30

الملخص:

ترجمة مقالة «تقابل گروه تکفیری داعش با قرآن» تقابل فرقة داعش التكفيرية مع القرآن الكريم
الكاتب: sajjad.tanha
المترجم (مع دخل و تصرف): nassari
العنوان:
http://www.welayatnet.com/fa/news/97229

داعش، الإستكبار العالمي، الوهابية

تيار داعش التكفيري من التيارات الخطرة المسماة بالمذهبية. هذا التيار يهدف إلى دفع الشباب المؤمنين والمجاهدين من أهل السنة والشيعة، لكي يثير العداء والفرقة بين مجتمعات المسلمين بهدف إلقاء الفكر الوهابي الضال والمضل، ويهمز إلى إيجاد إسلام جديد يخالف التعاليم القرآنية.
يمكن القول أن داعش، مولود الفكر الوهابي المنحرف والإستكبار العالمي. نظرياتهم ومعتقداتهم لا تتلائم مع إخواننا من أهل السنة. نرى اليوم أن فرقة داعش التكفيرية تسمي كل مخالفيها، منافقين، من الشيعة والسنة وتقوم بأشنع الفجائع والمجازر التي لم ترى مثلها البشرية حتى يومنا هذا.
بالرجوع إلى القرآن الكريم يمكن مشاهدة مقابلة هذا التيار المنحرف مع القرآن العزيز. إن الله تبارك و تعالى رجّح محاربة الكفار على مقاتلة المنافقين في سورة التوبة؛ حيث قال:
یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ جَاهِدِ الْکُفَّارَ وَالْمُنَافِقِینَ وَاغْلُظْ عَلَیْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِیرُ [1]
ولكن الداعشيون لا يعيروا أي إنتباه لتعاليم القرآن الكريم وذلك من أجل أنهم من صنع الإستكبار العالمي وبالأخص الولايات المتحدة.
من أجل تأييد هذا القول يمكن الرجوع إلى كلمات قائد الثورة الإسلامية سماحة السيد على الخامنئي حفظه الله وأبقاه في داعش؛ حيث قال الشهيد البطل القائد حسين الهمداني قبل شهادته نقلا عن السيد الخامنئي:
أيها الناس إعرفوا عدوكم؛ إعلموا أن هؤلاء التكفيريين والسلفيين مخدوعون وأنهم ليسوا أعدائنا؛ ليس قتلهم هدفنا؛ العدو والشيطان الكبير إنما هو أمريكا، هو الذي يعمل على إدارة هؤلاء التكفيريين. إنه كان يدافع عن الشاه محمد رضا الذي قام بإستشهاد عدد كبير من شعب إيران؛ بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، أقدم ولعشرات المرات ضد هذه الثورة وهذه الملة؛ من كردستان و خلق العرب و خلق المسلمين وزمرات المنافقين. [2]
أطلق داعش عنوان المنافق على أعدائه، والحال أنهم لو كانوا يفقهون شيئا من القرآن لعلموا أن الله تبارك وتعالى إستعمل لفظ القتال كرارا في مقابلة الكفار والمشركين:
فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ وَ اقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيمٌ [3]
أما بالنسبة إلى المنافقين والمسلمين المنحرفين، فلم يستعمل لفظ القتال ولو لمرة واحدة. إستعمل لفظ الجهاد مرة واحدة لمقابلة المنافقين؛ وفي تفسير تلك الآية إتفق المفسرون من الشيعة وأهل السنة على أن المقصود من الجهاد في هذه الآية، المواجهة الثقافية والتبليغية وليس المراد المواجهة النظامية:
یا أَیُّهَا النَّبِیُّ جاهِدِ الْکُفَّارَ وَ الْمُنافِقِینَ وَ اغْلُظْ عَلَیْهِمْ [4]
إن الآية تدل على وجوب الجهاد مع الفريقين، فأما كيفية تلك المجاهدة فلفظ الآية لا يدل عليها، بل إنما يعرف من دليل آخر.
وإذا ثبت هذا فنقول: دلت الأدلة المنفصلة على أن المجاهدة مع الكفار يجب أن تكون بالسيف، ومع المنافقين بإظهار الحجة تارة، وبترك الرفق ثانيا، وبالإنتهار ثالثا. قال عبد اللّه في قوله: جاهِدِ الْكُفَّارَ وَ الْمُنافِقِينَ‏ قال تارة باليد، وتارة باللسان، فمن لم يستطع فليكشر في وجهه، فمن لم يستطع فبالقلب‏. [5]
فک التشفير عن تولد فرقة داعش التكفيرية
عَمِل الإستكبار العالمي بعد إنتصار الثورة الشعبية في ايران على دسايس و مؤامرات لتضعيف النظام الإسلامي، مثل مؤامرة نوجة، الحرب المفروضة، فتنة 2009 و ما شابه ذلك، التي إنكسرت كلها بعناية من الله تبارك وتعالى ولأجل وجود ولاية الفقيه. لذا أنتج إتحاد إعداء الإسلام مع كيان آل سعود، مولودا جديدا يسمى داعش؛ لكي يقابل الصحوة الإسلامية تحت لواء الدين والإسلام ويقف بوجه النظام الإسلامي الإيراني المكابح للإستكبار العالمي.
الثورة الإسلامية في ايران وبخلاف الكثير من الثورات التي جرت في العالم، ليست محدودة بزمان أو مكان. بل بعد مضي ثلاثة عقود لازالت كالعين الناضخة، تُعد نموذجا للملل المظلومة في العالم؛ وفي الحال نفسه، فإنها مؤثرة على العلاقات والتطورات في المنطقة وفي العالم.
من جملة خصائص الإمام الخميني رحمه الله وكذلك خلفه الصالح الإمام الخامنئي حفظه الله، أنهما عملا على إدخال التعاليم القرآنية في النظام الإسلامي. وعليه، فإنهما دائما يؤكدان على الدفاع عن المظلومين و المستضعفين. لذا تم تشكيل فرقة داعش التكفيرية تمهيدا لأهداف الإستكبار العالمي برمز الخلافة الإسلامية وذلك من أجل الفرقة بين المسلمين وتضعيفا لمسلمي المنطقة؛ لكي يمحو التعاليم القرآنية في النظام الإسلامي الإيراني وذلك بإيجاد أيديولوجية العنف والتعسّف. لأن بدلالة وقيادة الإمام الخميني رحمه الله والإمام الخامنئي حفظه الله، من جملة المحاور الأساسية في الدبلوماسية الخارجية، حماية المستضعفين في العالم وخاصة المسلمين؛ وهذا الأمر كلّف الإستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا، الكثير.
الرد على مولود الإستكبار وآل سعود بآيات القرآن
المتفق عليه عند علماء الشيعة وأهل السنة، عدم تلاؤم فرقة داعش التكفيرية مع الإسلام. ويُؤيَد هذا الأمر بالمراجعة إلى القرآن. لأنه طبقا لآيات القرآن، ذُكر الحرب في القرآن و الإسلام للأهداف الدفاعية وحسب؛ والمستفاد من القرآن والسنة هو أن الإسلام منذ ظهوره وهو يحيى حياة سلمية إلى جانب سائر الأديان؛ ويؤكد دائما بأنه لا يحق للمسلمين أن يفرضوا معتقداتهم على سائر الناس:
وَلْتَکُنْ مِنْکُمْ أُمَّةٌ یَدْعُونَ إِلَی الْخَیْرِ وَیَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَأُولَٰئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [6]
المستفاد من آيات 191 حتى 193 من سورة البقرة هو أنه لا يجب أن يكون المسلمون هم أول من يبدأ الحرب؛ وهذا ما يخالف الفكر الوهابي الداعشي تماما.
الدواعش التكفيريون بتصرفهم الغيرإنساني مع الأسراء، يقفون مرة أخرى في مقابل تعاليم الإسلام والقرآن؛ هذا والحال أنه طبقا للتعاليم القرآنية يجب معاملة الأسير معاملة حسنة ولو كان الأسير إنسانا كافرا:
وَیُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَی حُبِّهِ مِسْکِینًا وَیَتِیمًا وَأَسِیرًا [7]
كان النبي صلى الله عليه وآله يعامل الأسرى وكأنهم ضيوف عنده وكان دائما يوصي أصحابه بالإحسان وحسن التصرف مع الأسرى. بحيث ينقل أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أن النبي صلى الله عليه وآله عندما أراد أن يفرق أسرى بدر بين المسلمين، كان يردد دائما:
إستوصوا بالأسارى خيرا [8]
إذا إنتساب داعش إلى الإسلام يُعد خيانة عظيمة وغيرمغفورة بحق القرآن.

المصادر

[1] التوبة،73

[2] پایگاه خبری و تحلیلی شهدای ایران(الموقع الخبري و التحليلي لشهداء ايران)، کدخبر:97526

[3] التوبة،5

[4] التوبة،73

[5] فخرالدین محمد بن عمر الرازی، مفاتيح الغيب، ج‏16، ص103   

[6] آل عمران،104

[7] الإنسان،8

[8] المكتبة الشاملة، سيرة إبن هشام، ج3، ص195

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
7 + 10 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.