الإمام و النبي، أيهما أفضل؟

16:01 - 2016/10/08

ترجمة مقالة (مقام امامت و پاسخ به یک شبهه) الإمام و النبي، أيهما أفضل؟
الكاتب: معین شرافتی
المترجم (مع دخل و تصرف): nassari
العنوان: http://www.welayatnet.com/fa/news/98190

الإمامة، النبوة، مقام الإمام

للتعرف على مقام الإمامة و قيمتها يجب أن ندرس هذه اللغة بداية. ثم يمكن الإستمداد بالآيات والروايات في دراسة مقام الإمام بعد ذلك. في هذه المقالة نشير إلى كلتا المرحلتين، وبعد مطالعة مقام إمامة إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام، نجيب على شبهة حول النبي صلى الله عليه وآله.

ما معنى الإمامة
لغة الإمام مأخوذة من الأم. يقال لكل ما كان أصلا لوجود شي‏ء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه أُمٌّ، قال الخليل: كلّ شي‏ء ضمّ إليه سائر ما يليه يسمّى أُمّا. [1] إذاً يطلق على الإمام إماما، لأن الناس يتبعونه ويجعلونه قدوة لهم ويستلهمونه. لذا يمكن إطلاق لفظ الإمام على الشخص الذي تقع على عاتقه مهمة هداية الناس وقيادتهم. ولكن الإمام في علم الكلام، إصطلاح إلهي؛ وفي الإيديولوجية التوحيدية، الحكومة وقيادة الناس تُعد من شؤون الإمام فقط؛ ويتحقق إختيار ذلك الشخص من قبل الله تبارك وتعالى وحسب، وإطاعة الإمام فرض على كل إنسان. وعليه جاء في كتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق رحمه الله:
سُمِّيَ‏ الْإِمَامُ‏ إِمَاماً لِأَنَّهُ قُدْوَةٌ لِلنَّاسِ، مَنْصُوب‏ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ، مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ عَلَى الْعِبَاد. [2]

الإمامة في القرآن
الإمامة في القرآن الكريم تنقسم إلى الإمامة الإلهية والإمامة الشيطانية؛ ثم إن مرجع كل قوم وطائفة من الناس إلى إمامهم:
يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا [3]
أيضا في القرآن الكريم بعد ذكر بعض الأنبياء، أشار الله تبارك وتعالى إلى مقام إمامتهم:
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [4]
هذه الآية الشريفة تشير إلى مقام الإمامة لبعض الأنبياء من ولد إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام. تشير إلى أمر الله تبارك وتعالى إليهم بإقامة الأحكام الإلهية والعمل بها.

إمامة إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام
إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام واجه إمتحانات صعبة من جانب الله تبارك وتعالى. بداية اُمِر بإرسال زوجته وإبنه إلى مكان غيرذي زرع وغير قابل للسكن، وبعد مضي سنين، اُمِر مرة أخرى بالذهاب لدى زوجته وإبنه كي يهيأ إبنه ليقدمه أضحية لله؛ حتى أنه وضع السكين على رقبة إبنه وإخذ يمتثل أمر الله جل وعلى. هذه إمتحانات صعبة عَبّر عنها القرآن بالبلاء المبين. والله تبارك وتعالى أعطى إبراهيم أجر نجاحه في الإمتحانات الإلهية فقال:
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [5]
في هذه الكريمة، جعل مقام الإمامة أجرا في مقابل نجاح إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام في الإمتحانات الإلهية؛ وكان هذا المقام عاليا ورفيعا إلى درجة أن إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام طالب بهذا المقام لوُلده أيضا؛ ولم ينف الله جل وعلا هذا المقام من ذريته، بل قال إن هذا المقام لايصل للظالمين فقط. نقلت روايات كثيرة في تفسير هذه الآية الكريمة؛ مثلا عن الصادق من آل محمد عليهم السلام أنه قال:
لَوْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ إسْماً أَفْضَلُ مِنْهُ (أي الإمام) لَسَمَّانَا بِه [6]

شبهة
بعض الذين ليس لديهم أدنى إطلاع على مقام الإمامة ومعناها، ولايعلمون شيئا عن تفسير القرآن والروايات التفسيرية، أخذوا هذه الآية الشريفة وقالوا أن الشيعة يعتقدون أن مقام الإمامة أعلى من مقام النبوة، فراحوا يكثرون الكلام ضد النبي صلى الله عليه وآله وكرروا تُرّهاتهم من أنه لم يُذكر في القرآن الكريم أن للنبي صلى الله عليه وآله مقام الإمامة وذكر هذا المقام لإبراهيم وحده؛ فمعنى هذا الكلام أن لأئمة الشيعة مقاما أعلى من مقام النبي صلى الله عليه وآله.

الرد على هذه الشبهة
للرد على هذه الشبهة يجب ذكر مسألتين. أولا أن مقام الإمامة أعلى من مقام النبوة؛ لأن مقام النبوة بمعنى مقام الأخذ وإبلاغ الوحي الإلهي وفي المقابل، الإمامة مقام العمل بهذه الأوامر والنواهي الإلهية وذلك بإقامة حكومة إلهية. يقول آية الله سبحاني في هذا المجال:
منصب الإمامة إستمرار لشؤون ووظائف الرسالة، وإنّ الإمام يقوم بكل ما كان يقوم به النبي صلى الله عليه وآله وسلم سوى كونه متلقياً للوحي، فالرسول، خص بالتشريع والوحي الإلهي، وشأن‏ الخليفة والإمام التبليغ والبيان وتفصيل المجمل وتفسير المعضل وإظهار ما لم يتسن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الإشارة إليه إمّا لتأخّر ظرفه، اولعدم تهيّؤ النفوس له، أو لغير ذلك من العلل، وإذا مات الرسول فهناك أحكام لم تبلغ وإن كانت مشرّعة وأُخرى لم تأت ظروفها فالإمام مبلّغها ومبيّنها.
ولا تتم وظيفة الإمام في هذا المجال فحسب، بل هناك وظائف أُخرى، كوظائف النبي صلى الله عليه وآله وسلم حذو القذة بالقذة؛ فالإمام ببيانه يكمل الشريعة، ويزيح شُبَه الملحدين، ويدرأ عن الدين عادية أعدائه بقوته وسلطانه، ويقيم الأمت والعوج بيده ولسانه، وعلى الجملة كل ما كان من الوظائف والمسؤوليات على عاتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو على عاتق الإمام إلّا التشريع وتحمّل الوحي الإلهي. [7]
عندما ندقق في إختلاف المعنى بين كلمتي النبي والإمام، يمكن فهم أفضلية الإمام بسهولة. طبعا بإمعان النظر في سير مقامات النبي إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام، يمكن التوصل إلى هذه النتيجة أيضا ويتوجب على كل من يقبل القرآن الكريم، الإذعان بأفضلية مقام الإمامة بالنسبة إلى النبوة؛ فالنبي إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام كان يتلقى الوحي الإلهي فكان نبيا وبعد نجاحه في الإمتحانات الإلهية نال مقام الإمامة أيضا.
في بيان الأفضلية الإمامة بالنسبة إلى النبوة والرسالة، يقول الإمام الباقر عليه السلام:
إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً وَ اتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولًا وَ اتَّخَذَهُ رَسُولًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلًا وَ اتَّخَذَهُ خَلِيلًا قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ إِمَاماً فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ هَذِهِ الْأَشْيَاءَ وَ قَبَضَ يَدَهُ‏ [8] قَالَ لَهُ- يَا إِبْرَاهِيمُ‏ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماما [9]
كأن القائل بهذه الشبهة يريد أن يقول أن الشيعة لاترى للنبي صلى الله عليه وآله مقام الإمامة؛ والحال أنه ليس الأمر هكذا، بل يجب أن نسأله من أين جاء بهذه التُرّهات الخيالية؟ هل وجد شيئا من هذا، في كتاب من كتب زعماء الشيعة؟
إن الشيعة تعتقد بمقام الإمامة للنبي صلى الله عليه وآله وإقامته الحكومة الإسلامية دليلا على ذلك. وفي الأحاديث التفسيرية إشارة إلى هذه الحقيقة.

الكلام الأخير
بعد دراسة معنى الإمامة ومقام الإمامة الرفيع، يحكم العقل بأفضلية مقام الإمام بالنسبة إلى سائر المقامات؛ وكان هذا المقام بشكل خاص في ذرية إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام؛ فطبقا للآية 72 من سورة مباركة الأنبياء، إسحاق ويعقوب من بعد إبراهيم على نبينا وآله وعليهم السلام، نالوا هذا المقام الشريف. طبقا للأحاديث التفسيرية نال النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله هذا المقام أيضا ومن بعده وصل للإمام على بن أبي طالب ووُلده المعصومين عليهم السلام.
المصادر
[1] راغب الإصفهاني، مفردات الفاظ القرآن، ج۱، ص ۸۵
[2] الشیخ الصدوق، معاني الأخبار، ص 64
[3] الإسراء،۷۱
[4] الأنبیاء،۷۲-۷۳
[5] البقرة، ۱۲۴
[6] محمد بن مسعود العیاشي، تفسیر العیاشي، ج۱، ص۵۸
[7] جعفر السبحاني، مفاهيم القرآن، ج5، ص346
[8] إما من كلام الراوي، أي قبض الباقر عليه السلام أصابعه الخمسة حكاية عن إجتماع تلك المقامات الخمس في إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام؛ وإما من كلام الإمام عليه السلام، أي قبض اللّه يد إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام وهو كناية عن كمال لطفه تعالى بإبراهيم حين خاطبه كما قد يخاطب الإنسان خليله، وقد قبض يده وجعل كفه في كفه. الكليني، الكافي، ج1، ص175
[9] الكليني، الكافي، ج1، ص175

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
3 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.