إذا لا نبالي زوجة علي الأكبر كلمات عن علي الأكبر استشهاد

18:09 - 2022/08/21

لقد كان موقف الشاب القدوة علي الاكبر مثالا للشاب الصابر الصامد مع الحق في وجه طغاة زمانه ، وذلك الموقف يجب أن يكون ملهما لنا ولشبابنا اليوم.

العربية› أهل البيت

" إذا لا نبالي" مقولة خلدها التاريخ للشاب الشهيد الثائر مع أبيه الإمام الحسين عليهما السلام ضد طغاة الأمة علي الأكبر ، وما زالت إلى اليوم توقظ قلوب السائرين في طريق الحق ، وتمدهم بالصبر واليقين.

يذكرغير واحد من المؤرخين والعلماء في كتبهم أن هذا الشاب العظيم خرج مرافقا لأبيه الحسين عليهما السلام في ثورته العظيمة ضد الطغيان الاموي، ولم يكن خروجه مع أبيه نوعاً من التعلق العاطفي أو الارتباط العائلي ، بل كان عن قناعة وإيمان راسخ بالهدف ، واندفاع لامثیل له نحوالتضحية بالنفس في سبيل الله.

وأثناء المسير إلى كربلاء ، كان علي الأكبر علیه السلام على جواده بالقرب من أبيه الحسين علیه السلام فسمعه يقول: { إِنَّا لِلهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ }.[1].

یقول: عقبة بن سمعان: سرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه (یعني الحسين عليه السلام) وهو يقول: " إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله رب العالمين " ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين عليهما السلام على فرس فقال: مم حمدت الله واسترجعت؟ فقال: " يا بني، إني خفقت خفقة فعنَّ لي فارس على فرس وهو يقول: القوم يسيرون ، والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا " فقال له: يا أبت لا أراك الله سوءا ، ألسنا على الحق؟ قال: " بلى ، والذي إليه مرجع العباد " قال: فإننا إذا لا نبالي أن نموت محقين ، فقال له الحسين عليه السلام: " جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده ".[2].

فلو تأملنا في هذا الموقف قليلا المتمثل بردّ علي الأكبربقوله للإمام الحسين عليهما السلام: " إذا لانبالي " نجد فيه صرخة قوية في وجه الموت الذي يهابه كل واحد منا ، فكيف لا يبالي علي الأكبرعليه السلام بالموت ، وهو أشد الأمور التي يكرهها الإنسان؟

إن علي الأكبر علیه السلام كان أشبه الناس خَلْقًا برسول الله صلى الله عليه وآله وكانوا كلما اشتاقوا إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم نظروا إلى علي الأكبرعليه السلام. ومدحه بعضهم بأبيات منها:

لم تر عين نظرت مثله .. من محتف يمشي ولا ناعل

أعني ابن ليلي ذا الندى والسدي .. أعني ابن بنت الحسب الفاضل

لا يؤثر الدنيا على دينه .. ولا يبيع الحق بالباطل. [3].

ولكن الشبه لا يقتصر على هذا الأمر فقط ، وإنما تعدى الى الشبه في الأخلاق أيضًا ، فإن أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله تجسدت في علي الأكبر عليه السلام. تلك الأخلاق التي أشار لها الله تعالى في كتابه الكريم بقوله تعالى: { وإنَّكً لًعلى خُلُقٍ عَظِيْم }.[4].

فهناك تشابه بين شخصية علي الأكبر وجده الرسول الأكرم صلوات الله وسلامه عليهما ، فكان في شجاعته كالليث لا يهاب شيئاً ، فمن أين أتت هذه القوة؟

إن الإنسان كلما دخل في دائرة الإيمان وتوغل حب الله في قلبه وبات قريبًا منه مستشعرًا وجوده في كل حركاته وسكناته ، ازداد قوةً وبأسًا ، فهنالك علاقة طردية بين الإيمان والقوة. هذا فضلًا عن كون الإنسان إذا كان على حق فإنه يزداد قوة، والعكس صحيح ، لذا نجد في ذلك رسالةً إلينا وهي: " أن الإنسان إن كان على حق، فيجب أن لا يخاف شيئاً " وهذا يعني أنه يجب أن نكون دومًا مع الحق مهما كانت الظروف التي يمر بها الفرد صعبة وعسيرة، فمتى ما كان الإنسان مع الحق فهو لن يضعف أبدًا، فيكون الحق النابع من الإيمان مصدرًا للقوة لا ينفذ أبدًا.

وهذا هو سبب عدم خوف علي الأكبرعليه السلام من الموت.

إذا لا نبالي