عقيدة الشيعة في التوحيد في الخالقية

إنّ من مراتب التوحيد عند المسلمين هو التوحيد في الخالقية فإنهم يعتقدون أنّ الله سبحانه هو الخالق الوحيد للكائنات ولا خالق ولا مؤثر سواه. وقد دلّت الآيات والروايات وعلى هذا القسم من التوحيد.

أمّا الآيات فهناك العديد من الآيات تحدثت عن هذا القسم من التوحيد

منها قوله تعالى: ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [1] قال العلّامة الطباطبائي (ره) في تفسيره: وقوله : « خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ » تعليل لقوله : « لا إِلهَ إِلَّا هُوَ » أي إنما انحصرت الألوهية فيه لأنه خالق كل شيء من غير استثناء فلا خالق غيره لشيء من الأشياء حتى يشاركه في الألوهية ، وكل شيء مخلوق له خاضع له بالعبودية فلا يعادله فيها.[2] وفي آية أخرى ينبّه عقول البشر بقوله: هَلْ مِنْ خالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ[3] وآيات أخرى في هذا المضمون.

يقول الشيخ الصدوق (ره) في تفسير قوله:... وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا[4] يعني : أنه خلق الأشياء كلها على مقدار يعرفه وأنه لم يخلق شيئا من ذلك على سبيل سهو ولا غفلة ولا على تنحيب ولا على مجازفة ، بل على المقدار الذي يعلم أنه صواب من تدبيره وأنه استصلاح لعباده في أمر دينهم وأنه عدل منه على خلقه لأنه لو لم يخلق ذلك على مقدار يعرفه على سبيل ما وصفناه لوجد في ذلك التفاوت والظلم والخروج عن الحكمة وصواب التدبير إلى العبث والظلم والفساد كما يوجد مثل ذلك في فعل خلقه...[5]

وأمّا في الروايات فإنّا نجد في كلام أهل البيت (عليهم السلام) أنّهم تحدثوا عن هذا القسم أيضًا، فمن خطبة لأميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول فيها: فَطَرَ[6] الْخَلَائِقَ بِقُدْرَتِهِ[7] وفي موضع آخر يقول: لم یشرکه فی فطرتها فاطر، و لم یعنه علی خلقها قادر.[8]

فالشيعة وفق هذه الآيات والروايات تعتقد أن لا خالق إلّا الله تعالى لأنّ قدرته غير متناهية ولا يحتاج إلى شريك ومعين في الخلق، وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا.[9]

المصادر:

[1] .الأنعام، الآية102.

[2] .الميزان في تفسير القرآن، ج7، ص291.

[3] .فاطر، الآية3.

[4] .الفرقان، الآية2.

[5] .التوحيد (للصدوق)، ص218.

[6] .فَطَر: خَلَقَ.

[7] .نهج البلاغة، ص2.

[8] .المصدر،ص185.

[9] .الفرقان، الآية.