مقالات عن فاطمة الزهراء

لما قرب رحيل الزهراء عليها السلام ونعيت إليها نفسها؛ أوصت بوصايا عديدة، فكان من تلك الوصايا ماهو مُلقى على أسماع من كانت تريد الصديقة أن توصيه وتلقنه آخر كلماتها.

بعد أن غصب أصحاب السقيفة كرسي الخلافة من صاحبها المنصوص عليه، خرج أمير المؤمنين عليه السلام حاملا معه بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، يطوف بها على بيوت المهاجرين والانصار، يستذكرهم العهد الذي اخذ عليهم في غدير خم، وهذا ما دفع الغاصبين لينقضوا على بيت الزهراء عليها السلام.

للإمام أمير المؤمنين عليه السلام إشارة إلى دفن السيدة فاطمة الزهراء سرا ما يكشف عن حجم البلاء الذي نزل بها، وأنه بعين الله كما كان حجم البلاء عظيما في الموارد التي ذكرها القرآن الكريم.

لقد بينت السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها الفدكية أحقيتها بأرض فدك وأنها ارث شرعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها، وناقشت المسألة بالأدلة والحجج القرآنية الساطعة.

-لاجدال في أن السيدة الصديقة فاطمة الزهراء البتول سلام الله عليها امتلكت من المناعة النفسية ما يهد جبال المغريات الدنيوية هدا، فكانت من أعظم المصاديق للشخصية الكاملة. 

وردت الصلاة على النبي وعلى فاطمة الزهراء صلوات الله عليهما متلازمة عدة مرّات في النص الشريف، وبألفاظ متعددة، متسقة المعنى والدلالة، مما يدل على مكانة الزهراء عليها السلام عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وآله و أن حرمتهما واحدة.

الفترة الزمينة التي مرّ بها ابن ابي الحديد المعتزلي، كان لها تأثير على طبيعة تفاعله مع النصوص في شرح نهج البلاغة، فتارة يميل الى ظلامة أهل البيت عليهم السلام وتارة أخرى يميل الى مخالفيهم.

لقد بيّت القوم نيّتهم - والنبي لم يدفن بعد - للانقضاض على بيت النبوة وسلب الخلافة والجلوس في مجلس الحكم، واشارت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في خطبتها مدة التريث، والمدة الزمنية لنزول العذاب ونوعه.

إن الصفات الأفعالية كثيرة وقد خُصّص الغضب والرضا دون بقية الصفات كالرحمة أو العذاب، أو اللطف والنقمة، لأن الغضب و الرضا يرتبطان بالقلب.

لاشك أن ولادة فاطمة الزهراء سلام الله عليها ليست ولادة طفل عادي كباقي الأطفال، وذلك لأن ولادتها في الأرض لا تعتبر بداية خلقها، بل هي نشأة ثانية وتجل ثان لنورها.

لقد كانت سيرة مولاتنا الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها عطرة وزكية ومليئة بكمال العبادة والطاعة لله تعالى، فما فارقت محراب الأنس بالله العلي العظيم أبدا، إلى آخر يوم في حياتها.

وردت روايات - كما مرّ  - نقلت الحوادث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ومنها دفن الزهراء عليها السلام ليلاً دون أن يحضر تشييعها أحد من الخلفاء.