آثار الذنوب‏

18:37 - 1400/08/24

للذنوب آثار تترتب علیها في الدنیا و الآخرة، أمّا الآثار الأخرویة فهی العقاب الإلهي. و أمّا الآثار الدنيویة فهي فردية و اجتماعية.

أضرار المعاصي على الأفراد والمجتمعات

للذنوب آثار تترتب علیها في الدنیا و الآخرة. أمّا الآثار الأخرویة فهی العقاب الإلهي بجمیع درجاته المختلفة و مواقفه المتعدّدة. فهذه الآثار لا تنفك من العبد و تلزمه من الاحتضار إلى‏ البرزخ ثمّ في الحشر الأكبر من الميزان و تطاير الكتب، ثمّ عند الصراط المستقيم ثمّ الحوض، ثمّ آخر هذه المواقف هو الموقف المرتبط بالجحيم و نار جهنّم.

و أمّا الآثار الدنيویة فهي فردية و اجتماعية.‏

الآثار الفردية للذنوب: قال تعالى: وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً[1]. فالإعراض عن ذکر الله ینکد العیش و الحیاة في الدنیا.

و قال الله تعالى: بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ.‏[2] قال‏ الراغب في المفردات: «الرين: صدأ يعلو الشي‏ء الجليّ؛ قال: بَلْ رانَ عَلى‏ قُلُوبِهِمْ‏ أي صار ذلك كصدأ على جلاء قلوبهم فعمي عليهم معرفة الخير من الشرّ».[3]

فصارت الذنوب رينا على قلوبهم أی حالت الذنوب بينهم و بين أن يدركوا الحقّ على ما هو عليه. إنّ الأعمال السيّئة تمنع النفس أن تدرك الحقّ كما هو و تحول بينها و بينه.

ثم إن الظاهر أنّ للنفس بحسب طبعها الأوّلي صفاء و جلاء تدرك به الحقّ كما هو و تميّز بينه و بين الباطل و تفرّق بين التقوى و الفجور.[4] فإذا حصل الرين و الصدأ على القلب عمي القلب.

الآثار الاجتماعية للذنوب: قال تعالى: لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ...فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَ بَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَ أَثْلٍ وَ شَيْ‏ءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ* ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَ هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ[5].

و قال سبحانه: وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ‏[6].

و قال: ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ‏[7].

یظهر من الآيات القرآنية أنّ هناك رابطة بين فجور الإنسان و فساده في الأرض و بين ظهور المصائب و الأمراض و نحوها.[8]

فتشير هذه الآيات و غیرها إلى أنّ للحوادث الكونية ارتباطا و تبعية للأعمال الإنسانية، فإذا جرى البشر على طاعة اللّه سبحانه و سلك طريق ربه فإنّه يستتبع نزول الخيرات و انفتاح أبواب البركات‏ وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى‏ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ‏.

 

[1] . طه: 124.

[2] . المطففين: 14.

[3] . المفردات في غريب القرآن، أبي القاسم الحسين بن محمّد المعروف بالراغب الإصفهاني: ص 208، مادّة رين.

[4] . الميزان في تفسير القرآن: ج 20 ص 234.

[5] . سبأ: 15- 17.

[6] . الأعراف: 96.

[7] . الروم: 41.

[8] . التوبة، ص33

کلمات کلیدی: 

Plain text

  • تگ‌های HTML مجاز:
  • آدرس صفحات وب و آدرس‌های پست الکترونیکی بصورت خودکار به پیوند تبدیل می‌شوند.
  • خطوط و پاراگراف‌ها بطور خودکار اعمال می‌شوند.
12 + 5 =
*****