الطمع شارة الذل والمنقصة

16:13 - 2019/11/27

ومن الآفات الفردية الخطيرة الطمع ولو كشف عن باطنه لرؤي فيه كلّ ذلّ ومنقصة، فهو يقود المرء إلى كل رذيلة. اليك بعض ما ينجم عنه الطمع.

 

 

 

طمع،حرص،طماع

ومن الآفات الفردية الخطيرة: (الطمع والحرص) فهما أخوان رضيعا لبان ضعة النفس وانحطاط الباطن. فالنفس إذا خفّت طلبت شيئاً لتثقل معه، حتّى ترجّح الكفّة، فهي كالبضاعة إذا نقصت احتاجت إلى ثقل معها، لتعدل الميزان، أو ترجّح البضاعة.

وكذا هو الحال بالنسبة للطمّاع والحريص، إذ أنّهما يشعران بهذه الخفّة في أنفسهما، فيطلبان ما يقع به التوازن، فالطمّاع فقير مهما كثر ماله، وكما يقولون: (إنّ الفقر فقر النفس، لا فقر الجيب واليد).

وقد أشار أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى ذلك في حديث له فقال: الْيَأْسُ غِنًى وَ الطَّمَعُ فَقْرٌ حَاضِر. [بحار الانوار، ج72، ص108]

وفي الحقيقة إنّ الفقير مهما جاع أو عرى تجده لا يطلب إلّا ما يستر عورته ويشبع جوعته، أيّاماً، أو أشهراً، أو سنيناً، وهي غاية طلبه، أمّا ذو الطمع فهو لا يرى أمداً لطلبه، وإنّما يطلب ويطلب، ويحرص ويحرص حتى يلقى حتفه.

ولو سئل الطامع الذي جمع مالا وذهباً يكفيانه طيلة عمره: ما الذي‏ تريد؟ لم يكن له جواب إلّا الفقر في النفس، والخسّة في الروح، والخبث في القلب.

ولو كشف عن باطن الطمع، لرؤي فيه كلّ ذلّ ومنقصة، فهو يقود المرء إلى كل رذيلة. بل إنّ الطمع عادةً ما يقود صاحبه إلى الذلّة والحقارة والحسد والحقد والعداوة والغيبة والوقيعة وظهور الفضائح والظلم والمداهنة والرياء والنفاق وعدم الرضا بالقسمة والاتّكال على الباطل.

وعادةً ما يكون صاحب الطمع لا إيمان له! وأي إيمان له وهو يرتكب كل محظور لإشباع نهمة طمعه. إنّ الإسلام يريد للفرد أن يكون مثالا في الغنى النفسي، قبل الغنى المالي، فلا يطمع حتّى يسلك به الطمع مسالك الذلّة والمهانة، ويسأل الآخرين.

المصدر: بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاظهار، العلامة محمد باقر المجلسي، بيروت، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثانية، 1403 ه.

 

 

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.