دراسة حول شبهة طول الامام المنتظر المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
ثمة سؤال يطرح وهو ما السر في عدم رؤية الإمام المهدي المنتظر؟ سيما وأن عمره الشريف لحد الآن قد بلغ: (1185) سنة تقريباً، وإننا لم نسمع من الصحف ووسائل الإعلام عن هكذا إنسان عمّر في هذه الحياة؟
الجواب هو أن العلم الحديث يجدّ حثيثاً في تطويل عمر الإنسان، فأي مانع من أن تكون القدرة الأزلية أبقت الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) كما أبقت قبل الإمام، نبي الله نوح (علیه السلام) قال تعالى: فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما [العنكبوت، 14].
وكما أن الله سبحانه وتعالى خلق البترول تحت الأرض قبل ألوف السنوات لفائدة البشر في هذا القرن، كذلك- ولا مناقشة في الأمثال- خلق الإمام المهدي لآخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلًا هذا بالإضافة إلى سائر فوائده في زمن الغيبة.
وإن العلم الحديث لا يمنع من طول حياة الإنسان ما دامت خلايا البناء مستمرة في عملها وان عملية البناء أكبر من عملية الهدم وهذا ممكن الحدوث علمياً.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أما العبد الصالح أعني الخضر فإن الله عزوجل ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة فرضها له، بل إن الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم في أيام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من إنكار الأمة له أراد أن يطول عمره ذلك الطول طول عمر عبده الصالح من غير سبب أوجب ذلك إلا لأجل الاستدلال به على عمر القائم، وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس حجة [إعلام الورى، ص 432].
المصدر: إعلام الورى بأعلام الهدى، أمين الاسلام الطبرسي، الطهران، الاسلامية، الطبعة الثالثة، 1390 ه.