الملخص: من جملة الحقائق التي يجب أن تُکشف عن آل سعود ، هي علاقة آل سعود ببريطانيا و استلام راتباً شهرياً من بريطانيا و المعاهدات التي عقدت بين بريطانيا و ابن سعود. کل هذه المسائل تکشف عن هذا الارتباط الموجود بينهم والی زماننا هذا.
جاء في کتاب الخليج العربي للکاتب الفرنسي جان جاك بيريبي: «أنّ بريطانيا ربطت أمير نجد عبدالعزيز بن سعود الذي کانت تدفع له معونة مالية کلّ شهر، ربطته في السادس عشر من کانون الثاني سنة 1915م بمعاهدة، و بموجب المادة الرابعة من هذه المعاهدة لم يعد في إمکان ابن سعود أن يمنح أو يبيع أو يؤجر أو يرهن أي قسم من أراضيه إلّا بموافقة الحکومة البريطانية».[1]
وعن کتاب کشف الإرتياب للسيد محسن الأمين، قال: «أعلن استقلال نجد تحت سلطنة الأمير عبدالعزيز آل سعود باسم سلطان نجد و وافقت علی ذلك الدول العظمی وفي مقدمتها بريطانيا ومنحته راتباً لا يقل عن أربعين ألف ليرة إنجليزية وبلغ مجموع ما دفعته له من ابتداء سنة1917م إلی سنة1922م زهاء خمسمائة ألف و اثنين و اربعين ألف جنيه انکليزي، وکان أوّلاً للمساعدة في الحرب ضد ترکيا وبعد الحرب ليمتنع عن القيام ضد الحجاز و الکويت و العراق و ليساعد في صيانة طرق الحجاج في أرضه، و ليسترشد رغائب بريطانيا في سياستها الخارجية و يساعدها علی ترويج سياستها الخاصة التي ترمي إلی إيجاد أحوال سلمية في بلاد العرب، صرّح بذلك وزير المستعمرات مستر أمري و تناقلته صحف العالم و نقلناه بحروفه، وتعاهدت معه علی أنّ أمارة نجد و ملحقاتها له ولأولاده بشرط أن يکون الأمير اللاحق مختاراً من السابق و لا يکون خصماً معادياً للحکومة البريطانية بمخالفته لشروط هذه المعاهدة و أن تساعده و ذريته علی أيّ دولة أجنبية تعتدي علی بلادهم إذا کان الاعتداء بدون علمها و لا إعطائها الوقت الکافي لمراجعته في إزالة الخلاف المسبّب للإعتداء، وأنّه لا يعقد اتفاقاً ولا معاهدة مع أيّ حکومة أو دولة أجنبية، ويعد بعدم مفاوضة أحد في ذلك، ويلتزم إعلام الحکومة البريطانية بکل تجاوز أو تعدّ علی بلاده، و يلتزم أن لا يبيع ولا يرهن ولايؤجر ولا يتخلّی عن شئ من أراضي بلاده ولا يمنح لدولة أجنبية أو أحد رعاياها بدون رضا بريطانيا».[2]
يمکن وصف المعاهدة التي عقدت بين بريطانيا وابن سعود خلال القرن التاسع عشر بأنّها مانعة و أبدية، إذ أنّها تنطوي علی مادة تمنع ابن سعود من أن يتخلّی أو يؤجر أو يرهن علی أي شکل من الأشکال ولأي سبب من الأسباب قسماً من أراضيه إلّا بإذن بريطانيا، الدولة الوصية التي تقدم مقابل ذلك حمايتها لابن سعود... وهذه المعاهدة بالإضافة إلی ذلك ليست مقيدة بوقت معيّن، و لذلك يمکن اعتبارها أبدية.
المصادر:
[1] الخليج العربي، ص139و221و50.
[2] کشف الإرتياب في أتباع محمد بن عبدالوهاب، ص52.