الغرب وازدواجية المعايير

18:27 - 2024/08/12

-الغرب اندفع لمساعدة أوكرانيا بينما ترك الغزيين لمصيرهم.

الغرب وازدواجية المعايير

لطالما صدعت الأنظمة الغربية رؤوس أحرار العالم بسنفونية قذرة؛ سموها بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الشعارات الكاذبة والخداعة التي لا يرومون من ورائها إلا التدخل في شؤون الشعوب الحرة ونشر الفوضى والدمار في أوطانها ليرقصوا في النهاية على جثث الأبرياء. وإذا ثمة دولة أو نظام حلبف أو عميل لهم ينتهك تلك القيم والشعارات المزخرفة فإنك لا تمسع لتلك الدول الغربية المنافقة همسا، وإن فعل تلك الدولة أو ذلك النظام الافاعيل. وهذه حقيقة الغرب الواقعية لا تحتاج إلى التنظير أو كثير كلام. فيكفي القارئ الكريم أن يتأمل ويقيس مواقف الأنظمة الغربية تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، وموقفها المخزي من حرب الإبادة الصهيونية في غزة ليدرك معاييرهم المزدوجة والوقحة ويطلع على ما عنه تحدثنا آنفا.

المواقف الغربية من الحربين

لقد اختلفت المواقف الغربية القذرة من الحربين، فبينما تعالت وتصاعدت دعوات الغرب ضد روسيا في حربها على أوكرانيا، فإن الوضع كان مختلفا بالنسبة للكيان الصهيوني المجرم. حيث تدفقت المساعدات المالية والعسكرية إلى أوكرانيا، وتم واستقبال اللاجئين منها لكي تستطيع مواجهة الآلة العسكرية الروسية، تجاهلت الحكومات الغربية تماما أهل غزة وما جرى ويجري عليهم من تنكيل وتقتيل وإبادة.

الغربية

وفي تفصيلات حجم الدعم الغربي لأوكرانيا ضد روسيا وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، فإن أحدث أرقام وزارة الخارجية الأميركية تظهر أن إجمالي قيمة المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا، في ظل إدارة الرئيس جو بايدن تجاوز 42 مليار دولار، بينها أكثر من 41.3 مليار دولار منذ بداية الحرب. أضف إلى ذلك الدعم الأوروبي الذي بلغ المليارات، هذا فضلا عن الدعم السياسي أيضا.[1]

هذا الدعم الغربي لأوكرانيا عُلل بأن الدولة الأوروبية أوكرانيا معتدى عليها من جانب روسيا، لكن إذا ما قسنا تلك المواقف للغرب فيما يتعلق بحرب إسرائيل على الفلسطينيين المدنيين العزل في غزة فإنك ستندهش من كم النفاق، فمنذ أن شرعت الآلة الحربية الإسرائيلية بدكّ الأحياء السكنية في غزة ردًا على عملية "طوفان الأقصى"، تحظى تل أبيب بدعم من دول غربية عدة. ووصف زعماء هذه الدول الدعم العسكري لإسرائيل بـ (الثابت والموحّد) رغم أنها مُعتدي وسلطة احتلال بحكم القانون الدولي، بيما تُرك الفلسطينيون المدنيون في غزة تحت النار والدمار.[2]

وفي سياق ازدواجية المعايير الغربية المفضوحة يقول الكاتب البريطاني بيتر أوبورن عن النفاق الغربي: "إن الغرب اندفع لمساعدة أوكرانيا ضد الغزو الأجنبي، لكن لم تكن لديه رحمة على غزة واليمن وسوريا وميانمار.. ولذلك يصف أوبورن الغرب بالنفاق، فإدانة حرب روسيا على أوكرانيا ووصفها بالوحشية تتطلب في الوقت نفسه إدانة كل أشكال العدوان على الشعوب ورفض انتهاك حقوقها في الحرية والديمقراطية".[3]

لكن لربما اللوم والإنتقاد الأكبر يجب أن يوجه للدول الإسلامية بعربها وعجمها خاصة لدول الطوق والتي تحيط بالكيان الصهيوني من كل جانب، إذ أن المسؤولية تجاه اخوتهم في غزة أكبر. لكن لا حياة لمن تُنادي.

________

المصادر:

[1] https://www.aljazeera.net/news/2023/7/9/500-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AD%D8...

[2] https://www.alaraby.com/news/%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AA%D8%A7...

[3] https://www.aljazeera.net/opinions/2022/3/4/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%...

كلمات دلالية: 

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
14 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.