انهيار قدرة الردع الصهيوني ... أسباب ونتائج

10:40 - 2024/10/03

في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط وتصاعد التوترات بين المقاومة الفلسطينية وحلفائها من جهة، والنظام الصهيوني وحلفائه الغربيين من جهة أخرى، يتضح أن الاستراتيجيات المتبعة من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني قد فشلت في خلق رادع حقيقي أمام تنامي قوة المقاومة. ومع استمرار التصعيد العسكري والسياسي، تزداد التساؤلات حول الأسباب التي جعلت هذه السياسات غير فعالة، بل وأدت إلى نتائج عكسية بسبب تفاقم قوة وصلابة جبهة المقاومة.

تواصل أمريكا والنظام الصهيوني بعناد أحمق ارتكاب نفس الخطأ القاتل السابق، وهو الاستمرار في سياسة الاغتيال واستهداف قادة المقاومة، معتقدين بوهمٍ أن هذا هو الطريق الأكثر فعالية لقمع المقاومة.

لكن الحقيقة هي أن اغتيال قادة المقاومة لم يؤدِ إلى القضاء على روح المقاومة في قلوب الشباب الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بل زاد من عزيمتهم، وحقق نتائج عكسية لأمريكا والنظام الصهيوني. فقد أفرز جيلاً من القادة أكثر إصرارًا من الجيل السابق على مواصلة طريق المقاومة.

وعندما نقول إن سياسة الاغتيال حمقاء، فذلك لأن أصحاب هذه السياسة يعتقدون أن حماس، حزب الله، الجهاد الإسلامي، أنصار الله، والحشد الشعبي، ما هي إلا مجموعات متطرفة أو عصابات تم إنشاؤها بأموال لتحقيق أهداف طائفية أو عنصرية مثل داعش وبقية الجماعات التكفيرية والمرتزقة، وأنه يمكن القضاء عليهم بتصفية قادتهم. ولكن حركات التحرر والمقاومة أشبه بشجرة عملاقة ذات أغصان ممتدة، جذورها عميقة في قلوب وأفكار كل مسلم حر وشريف، ولا يمكن لأي قوة في العالم اقتلاعها.

لذا، فإن جرائم العدو الصهيوني، مثل الإبادة الجماعية في غزة أو الاغتيالات، ليست إلا محاولة لاستعادة قدرته على الردع التي تلاشت للأبد بعد عملية "طوفان الأقصى"، وقد أثبتت تلك العملية أن زمن الردع للنظام الصهيوني قد انتهى.

إن الاغتيالات الجبانة الأخيرة لم تؤدِ فقط إلى فشل النظام الصهيوني في استعادة قدرته على الردع، بل زادت من خوفه من رد إيران والمقاومة.

المقاومة

الأعمال الإرهابية ضد قادة المقاومة جبانة

إننا عندما نصف الأعمال الإرهابية الإسرائيلية ضد قادة المقاومة، بأنها "جبانة"، فإننا لا نبالغ، لأن نتنياهو وأتباعه لم يعودوا قادرين على استهداف أي مناضل كما في الماضي. كان هذا النظام يتسلل إلى العواصم العربية لتنفيذ عمليات اغتيال لقادة المقاومة ويغادر دون أن يتلقى أي رد. لكن اليوم، بعد كل جريمة إرهابية، يلجأ النظام إلى رعاته في أمريكا والغرب، ليطلب منهم تفعيل جميع قواتهم العسكرية وقواعدهم المنتشرة في المنطقة للدفاع عن هذه الغدة السرطانية. لذلك، لولا دعم الغرب، لما استطاع هذا النظام الإرهابي اعتراض وتدمير جزء من الصواريخ والطائرات خلال عملية "الوعد الصادق".

لقد أثبتت المقاومة في فلسطين وحلفاؤها أن سياسات الاغتيال والعدوان الصهيوني لا تزيدها إلا قوة وإصرارًا. فالنظام الصهيوني، المدعوم بشكل مطلق من الغرب، قد فقد قدرته على الردع وأصبح عاجزًا أمام قوة المقاومة المتنامية. ومع كل محاولة لترهيب المقاومة أو قمعها، لا يجد النظام الصهيوني وأمريكا إلا المزيد من الفشل والخوف من ردود الفعل العنيفة. إن دعم الغرب المتواصل لنظام استعماري هش لن يغير حقيقة أن المقاومة، قد أصبحت قوة لا يُستهان بها، وأن إسرائيل لن تستعيد هيبتها المفقودة مهما حاولت بأساليبها القديمة.[1]

المصدر:

[1] . منبع المقال: https://B2n.ir/d02647

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
4 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.