چکیده: لا يرتاب ذو مسكة في إعجاز القرآن و أنه لا يتأتى لأحد أن يأتي بمثله و إن علك اللغة و الأدب بقوة لحييه و فاق الجاحظ و سيبويه. مع ذلك ثمة حشد كبير من الباحثين و الوجوه بمن فيهم ليسوا من المسلمين، قد اعترفوا بشأن القرآن و إعجازه و أقروا بأنه بحر لا يدرك قعره إلى حد يجعل قضية الإعجاز كالنار على المنار أو كالشمس في رابعة النهار.
لا يرتاب ذو مسكة في إعجاز القرآن و أنه لا يتأتى لأحد أن يأتي بمثله و إن علك اللغة و الأدب بقوة لحييه و فاق الجاحظ و سيبويه. مع ذلك ثمة حشد كبير من الباحثين و الوجوه بمن فيهم ليسوا من المسلمين، قد اعترفوا بشأن القرآن و إعجازه و أقروا بأنه بحر لا يدرك قعره إلى حد يجعل قضية الإعجاز كالنار على المنار أو كالشمس في رابعة النهار. و لا بأس أن نطرح شطرا من أقوال العلماء الغربيين المنصفین في هذا المجال كي يزداد إعجاز القرآن وضوحا:
1- العالم المؤرخ البريطاني «كارليل» يقول حول القرآن: «لو ألقينا نظرة على هذا الكتاب المقدس لرأينا الحقائق الكبيرة، و خصائص أسرار الوجود، مطروحة بشكل ناضج في مضامينه، ممّا يبين بوضوح عظمة القرآن. و هذه الميزة الكبرى خاصة بالقرآن، و لا توجد في أي كتاب علميّ و سياسي و اقتصادي آخر. نعم، قراءة بعض الكتب تترك تأثيرا عميقا في ذهن الإنسان، و لكن هذا التأثير لا يمكن مقارنته بتأثير القرآن. من هنا ينبغي أن نقول: المزايا الأساسية للقرآن، ترتبط بما فيه من حقائق و عواطف طاهرة، و مسائل كبيرة، و مضامين هامة لا يعتريها شك و ترديد. و ينطوي هذا الكتاب على كل الفضائل اللازمة لتحقيق تكامل البشرية و سعادتها».
2- جان ديفن بورت مؤلف كتاب: «الاعتذار إلى محمّد و القرآن» يقول: «القرآن بعيد للغاية عن كل نقص، بحيث لا يحتاج إلى أدنى إصلاح أو تصحيح، و قد يقرؤه شخص من أوّله إلى آخره دون أن يحسّ بأي ملل». و يقول: «لا خلاف في أن القرآن نزل بأبلغ لسان و أفصحه، و بلهجة قريش أكثر العرب أصالة و أدبا ... و مليء بأبلغ التشبيهات و أروعها».
3- غورة الشاعر الألماني يقول: «قد يحسّ قرّاء القرآن للوهلة الاولى بثقل في العبارات القرآنية، لكنه ما أن يتدرج حتى يشعر بانجذاب نحو القرآن، ثم إذا توغّل فيه ينجذب- دون إختيار- إلى جماله الساحر». و في موضع آخر يقول: «لسنين طويلة، أبعدنا القساوسة عن فهم حقائق القرآن المقدس و عن عظمة النّبي محمّد، و لكن كلما خطونا على طريق فهم العلم تنزاح من أمام أعيننا حجب الجهل و التعصب المقيت، و قريبا سيلفت هذا الكتاب الفريد أنظار العالم، و يصبح محور أفكار البشرية»! و يقول كذلك: «كنا معرضين عن القرآن، و لكن هذا الكتاب ألفت أنظارنا، و حيّرنا، حتى جعلنا نخضع لما قدمه من مبادئ و قوانين علمية كبرى»!
4- «ويل ديورانت» المؤرخ المعروف يقول: «القرآن أوجد في المسلمين عزّة نفس و عدالة و تقوى لا نرى لها نظيرا في أية بقعة من بقاع العالم».
5- المفكر الفرنسي «جول لا بوم» في كتاب «تفصيل الآيات» يقول: «العلم انتشر في العالم على يد المسلمين، و المسلمون أخذوا العلوم من (القرآن) و هو بحر العلم، و فرّعوا منه أنهارا جرت مياهها في العالم».
6- المستشرق البريطاني دينورت يقول: «يجب أن نعترف أنّ العلوم الطبيعية و الفلكية و الفلسفة و الرياضيّات التي شاعت في أوربا، هي بشكل عام من بركات التعاليم القرآنية، و نحن فيها مدينون للمسلمين، بل إن أوربا من هذه الناحية من بلاد الإسلام».
7- الدكتورة لورا واكسيا واغليري أستاذة جامعة نابولي في كتاب «تقدم الإسلام السريع» تقول: «كتاب الإسلام السماوي نموذج الإعجاز ... (القرآن) كتاب لا يمكن تقليده، و أسلوبه لا نظير له في الآداب، و التأثير الذي يتركه هذا الأسلوب في روح الإنسان ناشئ عن امتيازاته و سموّه ... كيف يمكن لهذا الكتاب الإعجازي أن يكون من صنع محمّد، و هو رجل أميّ؟! ... نحن نرى في هذا الكتاب كنوزا من العلوم تفوق كفاءة أكثر النّاس ذكاء و أكبر الفلاسفة و أقوى رجال السياسة و القانون. من هنا لا يمكن اعتبار القرآن عمل إنسان متعلّم عالم».
8- ألبرت آينشتاين يقول: «ليس القرآن كتاب جبر ولا هندسة و لا حساب. بل هو مجموعة من القوانين التي تهدي الناس الى صراط مستقيم الصراط الذي عجر أكبر الفلاسفة عن تعينة».
9- قال غوته الشاعر الألماني: «ان الرهبان الغافلين عن الله حرمونا و ابعدونا عن فهم حقائق القرآن».
10- و قال الاستاذ جونسون: «هو صيحة نبوية تسمو إلى شغاف القلب. له من المعاني ما يناسب الجمع و يصلح لكل زمان. آنست اليه و تعالت فيه جميع الأصوات في مختلف العصور راضية أو مكرهة. و كان له صداه في القلوب المختارة فدفعها إلى الغلبة و النصر في الدنيا و تكوين قوة جديدة. استطاعت ان تدفع شعاع الحضارات الافريقية الأسيوية عبر الظلام المخيّم فوق أوروبا المسيحية عند ما كانت المسيحية في ذلك الوقت ملكة الظلام».
و هذا المقدار من البيان كاف لمن يكون له قلب و يلقي السمع و يريد الوقوق على الحقائق. و أما الذين يتبعون أهوائهم فيجعلون أصابعهم في آذانهم و يقولون ما لا يعون و يتفوهون بزخرف القول و خزعبيله. أولئك في قلوبهم مرض و لا يهتدون سواء السبيل.
لمزید الإطلاع راجع:
1.«لمحات من تاريخ القرآن»، الأشیقر، محمد علي، بیروت، مؤسسة الأعلمي، الطبعة الثانیة، 1408ق، ص343.
2.«الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل»، مکارم الشيرازي، ناصر، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، الطبعة الاولى، 1421ق، ج1، ص: 124.