حرمة تکفير وقتال أهل لا إله الّا الله (1)

حرمة تکفير وقتال أهل لا إله الّا الله يناقض القرآن الکريم و السنّة النبوية تناقضاً صريحاً، فقد قال المولی سبحانه و تعالی في کتابه الکريم: «ولا تقولوا لمن ألقی إليکم السلام لست مؤمناً»، [1] جاء في البخاري: إنّ رجلاً کان في غنيمة له فلحقه المسلمون فقال: السلام عليکم، فقتلوه وأخذوا غنيمته. فأنزل الله هذه الآية. [2] فقد دلّت هذه الآية علی أنّ من أظهر أدنی علامات الإسلام کالتحية جری عليه جميع أحکامه.
وفي البخاري ومسلم أنّ النبي(ص) قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتّی يشهدوا أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزکاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلّا بحق الإسلام وحسابهم علی الله». [3]
وروی أبو هريرة أنّ رسول الله(ص) قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتی يقولوا لا إله إلّا الله، فمن قال لا إله إلّا الله عصم مني ماله ونفسه إلّا بحقّه، وحسابه علی الله». [4]
وجاء في صحيح مسلم، باب الأمر بقتال الناس حتّی يقولوا لا إلّه ألّا الله محمد رسول الله: عن أبي هريرة عن رسول الله(ص) قال: «أقاتل الناس حتی يشهدوا أن لا إله إلّا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلّا بحقّها وحسابهم علی الله». [5]
وجاء في صحيح البخاري عن أبي ظبيان قوله: سمعت أسامة بن زيد، يقول: بعثنا رسول الله(ص) إلی الحرقة فصبّحنا القوم فهزمناهم ولحقت أنا ورجال من الأنصار رجلاً منهم فلمّا غشيناه قال لا إله إلا الله، فکفّ الأنصاري، فطعنته برمحي حتّی قتلته. فلمّا قدمنا بلغ النبي(ص) فقال: «يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلّا الله؟» قلت نعم: کان متعوذا. فما زال يکررها حتّی تمنّيت أني لم أکن أسلمت قبل ذلك اليوم». [6]
فهذه الأحاديث وغيرها ممّا حوته المجاميع الحديثية المعتبرة عند المذاهب الإسلامية جميعاً صريحة في تحريم قتل الناطقين بکلمة التوحيد من الذين کانوا مشرکين فنطقوا بها، أو من الناطقين بها ولم ينکروا ضرورياً من ضروريات الإسلام... وهناك بيانات وفتاوی واضحة کثيرة، صدرت عن أئمة وعلماء مختلف المذاهب الإسلامية تصافقت علی حرمة تکفير ومقاتلة أهل لا إله إلّا الله.

المصادر:
[1] سورة النساء، الآية49.
[2] صحيح البخاري، ج5، ص182.
[3] صحيح البخاري، ج5، ص12- صحيح مسلم، ج1، ص39.
[4] صحيح البخاري، ج8، ص50.
[5] صحيح مسلم، ج1، ص39.
[6] صحيح البخاري، ج5، ص88.