كل بلد يحدث فيه أحداث مهمة يعظمها و يخلدها حتى لا تبلى، لأن في بقاء هذه التضحيات حياة للمجتمع و دوافع للتقدم الثقافي و... أحداث الرابع من تشرين الثاني في إيران من هذا النمط
يعد اليوم الرابع من تشرين الثاني، الذي يسمى بيوم مقارعة الاستكبار في التقويم الإيراني، بمنزلة تذكير لثلاثة أحداث مهمة في تاريخ إيران المعاصر. و هذه الأحداث هي: نفي الإمام الخميني إلى تركيا في الرابع من تشرين الثاني 1964م، يوم الطالب في الرابع من تشرين الثاني 1978م، الاستيلاء على عش التجسس الأمريكي في طهران، "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار" في الرابع من تشرين الثاني 1979م.
هذه الأحداث التاريخية الثلاثة كلها ذات أهمية لأن كل واحد منها كان له تأثيره الخاص خلال زمن حدوثه. لكن نحن بصدد بيان "يوم الطلاب".
نفي الإمام الخميني إلى تركيا: كانت ظروف منفى الإمام في تركيا عصيبة للغاية. فقد منع الإمام هناك حتى من ارتداء الزي العلمائي، غيرأن ايّاً من تلك الضغوط الجسدية والروحية، لم تفتَّ في عضد الإمام وتجبره علي الاستسلام.[1]
لقد كانت السفارة الأمريكية سببا في حركة غير مسبوقة للدمار و الانقلاب في مناطق مختلفة من إيران، لهذا تم الاستيلاء من قبل الطلاب على عش التجسس الأمريكي في طهران، في الرابع من تشرين الثاني 1979م.[2]
واقعة كبرى في إيران
يوم الطالب: بينما كانت الثورة الإسلامية للشعب الإيراني بقيادة الإمام الخميني (ره) تقترب من أيامها المصيرية، حاول جميع الشعب الإيراني أداء دوره التاريخي. في الوقت نفسه، كان شعف الطلاب والمراهقين لنصرة الثورة متزايدا. في بكرة الرابع من تشرين الثاني 1978، توجه الطلاب نحو جامعة طهران لإسماع صوت احتجاجهم. دخل هؤلاء الشباب المتحمسون إلى الجامعة زمرا واجتمعوا مع الطلاب ومجموعات أخرى من الناس في الجامعة. ثم ألقى عملاء الشاه المسلحين بضع قنابل الغاز المسيل للدموع على الناس وبدأ إطلاق النار، وسالت دماء الأبرياء. واستشهد 56 شخصا وأصيب المئات.
وقال السيد الامام الخميني (ره) في رسالة بهذه المناسبة:
أعزائي! اصبروا، فالنصر النهائي قريب وان الله مع الصابرين .. ارفعوا رؤوسكم ورؤوس أبناء الجيل القادم عالياً، إذ أن إيران اليوم اضحت بؤرة للاحرار، ولا تسمحوا للخوف والوهن أن ينفذ إلى صفوفكم، ولن ينفذ، ولا تصغوا للوساوس الشيطانية لأعوان الجهاز الغاشم ... انكم ايها الشعب الإيراني، وكذا بطولاتكم وتضحياتكم، باتت على لسان شعوب العالم وقدوة الاحرار ... .[3]
ومن أجل تخليد ذكرى الشهداء، تم تسمية هذا اليوم في تاريخ الثورة الإسلامية بيوم الطالب.
المصادر:
[3]. صحيفة الإمام الخميني، ج4، ص212