سرد الكلام حول الطغاة يعطينا معرفة منهج الأنظمة الطاغية و كيفية التخلص منها. ومن طغاة عصرنا هو صدام حسين الطاغية العراقي المقبور الذي شن الحروب على شعبه و على جارتيه و قتل مئات الآلاف من الأبرياء.
سرد الكلام حول الطغاة أمر راجح مؤكد لأن تبيين جرائم الطغاة و رذائلهم يخلق مناعة للذين يكمنون الطغيان، حيث يرون سوء عاقبة الذين كانوا من قبلهم فيحذروا العقاب ولن يجرءوا لتكرارها و سفك دماء الأبرياء. هذا والدراسة في سيرة الطغاة وجرائمهم تعطينا معرفة منهج الأنظمة الطاغية و كيفية التخلص منها. صدام حسين مجيد الطاغية العراقي المقبور أحد افظع الطغاة في العقود الماضية. قال كون كوغلن، الصحفي والمؤلف الإنجليزي في كتابه "صدام حسين، الحياة السرية": ركز صدام طاقاته على إزاحة أي شخص قد يعتبر خصما ممكنا، و مع أي شخص عرفه جيدا بالقدر الذي يملك معلومات قد تعتبر ضارة باحتمالات سيرته المستقبلية.[1]
نماذج من جرائم صدام حسين:
شن حربا على جارته إيران التي كان حاصلها 188 ألف شهيد إيراني.[2] و خاض حربا على الكويت التي كان ثمرها مقتل ما بين 49 ألف إلى 76 ألف مدني عراقي خلال الرد من قبل التحالف.[3] و ساق حربا ضد شعبه، التي عرفت بـ" حملة الأنفال" ونتج عنها ما يلي:
1. ذبح وقتل عدد يتراوح من 50,000 إلى 100,000 من المدنيين غير المقاتلين بمن فيهم النساء والأطفال.
2. تدمير حوالي 4,000 قرية (من أصل 4,655 قرية كردية) في كردستان العراق، بين نيسان 1987 وأغسطس 1988، وتعرض 250 مدينة وقرية كردية للأسلحة الكيميائية.
3. تدمير وهدم 1,754 مدرسة و270 مستشفى و2,450 مسجد و27 كنيسة.
4. محو حوالي 90٪ من القرى الكردية في المناطق المستهدفة.[4]
أن تذكير الناس بجرائم صدام و حزبه إنما هو من منطلق رفع الوعي السياسي والثقافي و التأريخي لدى الجمهور لمنع تكرار الطغيان، وهي أشبه بعملية رفع الوعي الصحي بنشر الثقافة الصحية لدی أبناء الشعب للوقاية من الأمراض والأوبئة.
المصادر:
[1] صدام: الحياة السرية، كون كوغلن، ترجمة: مسلم الطعان، ص 112.
[2] موقع إيثار (بالفارسية)