فضائل السيدة الزهراء في مصادر أهل السنة

قداسة فاطمة الزهراء عليها السلام وعلو شأنها وارد في كتب حديث أهل السنة، منها الرواية المشهورة عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: "إنما ‌فاطمة ‌بضعة ‌مني، فمن أغضبها أغضبني "[1]

وقد استنتج علماء السنة مفاهيم مختلفة من هذا الحديث:

يقول ابن حجر العسقلاني بعد ما نقل الحديث: «وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه، لأن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره، وقد جزم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة، فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح، ولا شيء أعظم في إدخال الأذى عليها من قتل ولدها، ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد»[2]

أولاد فاطمة الزهراء عليها السلام

وبعد رواية هذا الحديث قال السمهودي: "ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه "[3] وقال المناوي: استدل به السهيلي على أن من سبها كفر لأنه يغضبه وأنها أفضل من الشيخين.[4]

وقال الآلوسي: "المشهور عن أئمة أهل البيت - والذي أميل إليه - أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلم بل ومن حيثيات أخر أيضا.. وبعد هذا كله الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة. ثم أمها، ثم عائشة. بل لو قال قائل إن سائر بنات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أفضل من عائشة لا أرى عليه بأسا.. ومن هنا يعلم أفضليتها على عائشة ... وقد سئل الإمام السبكي عن هذه المسألة فقال: الذي نختاره وندين الله تعالى به أن فاطمة بنت محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أفضل. ثم أمها. ثم عائشة- ووافقه في ذلك البلقيني ".[5]

"وَسُئِلَ ابْنُ دَاوُدَ ..فَأَيٌّ أَفْضَلُ فَاطِمَةُ أَمْ أُمُّهَا؟ قَالَ: فَاطِمَةُ بَضْعَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَا نَعْدِلُ بِهَا أَحَدًا"[6] وقد روى المناوي والسيوطي وهما من علماء الأنساب أن نسب النبي صلى الله عليه وسلم انقرض إلا من ولد الزهراء عليها السلام.[7] وقد روي أنه صلى الله عليه وآله قال: "أنه صلى الله عليه وآله قال: "..إن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير ‌نسبي".[8]

وقال السيوطي: "َأخرج الْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ: لما نزلت هَذِه الْآيَة {وَآت ذَا الْقُرْبَى حَقه} دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاطِمَة ‌فَأَعْطَاهَا ‌فدك".[9]

المصادر:

[1] . المصنف، ابن أبي شيبة، ت الشثري، ج 18، ص 122 .

[2] . فتح الباري، ابن حجر العسقلاني، ط السلفية، .ج 9، ص 329.

[3] . فيض القدير، عبد الرؤوف المناوي ، ج 4، ص 421.

[4] . المصدر السابق.

[5] . روح المعاني، ابو الثناء الآلوسي،  ج 2، ص 149.

[6] . مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ملا علي القاري، ج 9، ص 3659.

[7] . اتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب والفضائل، عبد الرؤوف المناوي، ص 95.

[8] . المصدر السابق، ص 58.

[9] . الدر المنثور في التفسير بالمأثور، السيوطي، ج 5، ص 273.