مودة أهل البيت (عليهم السلام) هي أجرة للرسالة الأجرة التي يرجع نفعها إلى المسلمين و هذه الثمرات بعضها دنيوية و بعضها أخروية منها الهداية إلى الحق ومنها الحصول على الشفاعة يوم القيامة في يوم لا ينفع ما ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
«قل ما سئلتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله و هو على كل شَيْءٍ شهيد »[ 1] تشير الآية إلى أن الأجرة التي طلبها النبي (صلى الله عليه وآله) من الأمة نفعها راجع اليهم لكن ما هي المنافع و الثمرات التي تترتب عليها ؟
في الواقع الثمرات التي تترتب على مودة أهل البيت كثيرة وأن بعضها دنيوية و بعضها أخروية فنشير الى بعض منها :
الثمرة الأولى : هي الهداية حيث أن المحبة الواقعية تدعوا الإنسان أن يتابع المحبوب في أفعاله و أقوله أي إن المحبة تكون سبباً في أن يحاول الشخص المحب أن يجعل نفسه مشابهاً للمحبوب و يقتدي به في كسب الفضائل و إجتناب الرذائل و هذه هي أعظم الفوائد التي من أجلها بعثت الأنبياء و الرسل وبذلوا النفس والنفيس وهي التي خلق من أجلها الإنسان.
وإن الإنسان إن أجهد نفسه في كسب الفضائل وترك الرذائل و الذنوب يهتدي إلي طريق الحق وينسعد في الدنيا و أخيراً يكون مع من يحب في الآخرة كما جاء في الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال :(العبد مع من أحب)[2 ] .
و لذا ينقل أنه جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:يا رسول الله! إنك لأحبّ إليّ من نفسي و أنك لأحبّ إليّ من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك ، و اذا ذكرت موتي و موتك عرفت أنك إذا دخلت الجنه رفعت مع النبيين و أني إذا دخلت الجنه خشيت أن لا أراك،فلم يردّ عليه النبي (صلى الله عليه وآله) شيئاً حتى نزل جبريل بهذه الآية(و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)[ 3]
الثمره الثانيه:هي الشفاعة و لذا جاء في رواية عن الإمام الباقر و الصادق (عليهما السلام) (و الله لنشفعنَّ والله لنشفعنَّ في المذنبين من شيعتنا حتى تقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك(فما لنا من شافعين ولا صديق حميم)[4 ].
ففي يوم القيامة الشيعه لا ملجأ لها إلّا أهل البيت (عليهم السلام) و لذا جاء عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) حيث قال : (َ نَحْنُ كَهْفٌ لِمَنِ الْتَجَأَ إِلَيْنَا وَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَبْصَرَ بِنَا وَ عِصْمَةٌ لِمَنِ اعْتَصَمَ بِنَا مَنْ أَحَبَّنَا كَانَ مَعَنَا فِي السَّنَامِ الْأَعْلَى)[5]
الهامش:
[1].سباء /47
[2]. ميزان الحكمه ج2 ،ص521—الدر المنثور 2/588—النساء /69
[3]. ميزان الحكمه ج2 ،ص521—الدر المنثور 2/588—النساء /69
[4]. ميزان الحكمه ج 4، ص 1474 –البحار:8/37/15.
[5]- بحارالأنوار ج : 50 ص : 299