الملخص: التقوى أصل في الإسلام وله دور في الأهمية ، بحيث كانت هدف الأساسي في تشريع الصيام والأمربه ،كما كانت في جملة أخرى من التشريعات الإسلامية.
قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ 1
التقوى أصل في الإسلام وله دور في الأهمية ، بحيث كانت هدف الأساسي في تشريع الصيام والأمربه ،كما كانت في جملة أخرى من التشريعات الإسلامية.
قد تحدث القرآن الكريم من أن التقوى هي هدف و غاية من غايات التشريعات الإسلامية ، قال تعالى ﴿ ... تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ 2
و حول القرآن قال : ﴿ وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾3
و حول نزول القرآن قال : ﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ... ﴾ 4
و قال : ﴿ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ 5
و حول تشريع القصاص قال : ﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .6
فهذه جملة من الآيات التي تتحدث عن التقوى كثمرة و هدف رئيسي من أهداف التشريعات الإسلامية و منها الصوم فالعلة من تشريعه هي حصول التقوى ، فمن كان صيامه أدى به إلى التقوى فقد حقق الهدف و من لم يكن كذلك فقد باء بالخسران المبين .
تبتدئ الآية أولاً بأسلوب خطابي محبب و رفيع الدرجات فتقول : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ... ﴾ و هو نداء يفتح مسامع القلب ، و يرفع معنويات الإنسان ، و يشحذ همته ، فإذا سمعت الله تعالى يقول : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ... ﴾ فارع لها سمعك فإنها لأمر يؤمر به أو لنهي ينهى عنه و فيه لذة و أي لذة قال عنها الإمام الصادق عليه السلام ( لذة ما في النداء أزالت تعب العبادة و العناء ) فإن المخَاطَب إذا شعر بالمحبة و الحنان من المخاطِب ينسى تعب العبادة و عناءها و يهون عليه كل مشقة قبل العمل و بعده ، و هذا الأسلوب يعلم الأنبياء و المرسلين و الأئمة عليهم السلام و كل من يحمل الدعوة إلى الله سبحانه أن يكون خطابه بما يفتح قلب المخَاطَب قبل عقله و يهيؤه لأن يستمع إليه و يتأثر منه ، و حينئذ فأسلوب السب و الشتم و اللعن و الازدراء لم تكن من الأساليب الناجحة للتغيير فحسب بل تعطي النتائج العكسية المقيتة التي تزيد في الطين بلة و في الطنبور نغمة .
المصدر:
1)القرآن الكريم ،سورة البقرة ،الآية 183
2)القرآن الكريم ،سورة البقرة،الآية 187
3)القرآن الكريم ،سورة الإنعام ،الآية 51
4)القرآن الكريم ،سورة طه ،الآية 113
5)القرآن الكريم ،سورة الزمر،الآية28
6)القرآن الكريم ،سورة البقرة ،الآية 179