بدعة صلاة التراويح

إن أصل نوافل ليالي شهر رمضان عشرون أو ثلاثون رکعة، ومورد الخلاف بين الفريقين هو في أدائها جماعة؛ فبحسب نقل البخاري عن عمر بن الخطاب أنه أجبر الناس علی الإتيان بها جماعة، وسماها بدعة حيث يقول: «فقال عمر: أني أری لو جمعت هؤلاء علی قارئ واحد، لکان أمثل، ثم عزم علی جمعهم علی أبي بن کعب، ثم خرجت معه ليلة أخری والناس يصلّون بصلاة قارئهم، فقال عمر: نعم البدعة هذه...» [1] يقول القسطلاني أن عمر عبر عن ذلك بالبدعة لأن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) لم يبين للناس صلاة التراويح ولم تکن في زمن أبي بکر [2]. ويقول العيني أن عمر عبر بالبدعة لأن النبي(صلی الله عليه وآله وسلم) لم يشرع لهم الجماعة، ولم تکن في زمن أبي بکر [3]. ويقول القشندي أن عمر هو أول من شرع جماعة رمضان في السنة الرابعة للهجرة [4].
نقلت أحاديث في أن أمير المؤمنين(عليه السلام) کان يصلي صلاة التراويح، أو أنه عين لها إمام جماعة، أو أنه قال: «نور الله قبره کما نور مساجدنا»، إن نسبة هذه الأحاديث إلی أميرالمؤمنين(عليه السلام) کاذبة عند الشيعة، وليست ثابتة عند السنة؛ فقد نقل البيهقي أربعة أو خمسة أحاديث في هذا الموضوع، وهو نفسه يری أن سند هذه الأحاديث جميعها ضعيف، وبعد التحقيق في الروايات لم نعثر علی رواية صحيحة السند. إضافة إلی ذلك لم يثبت أن عمر بن الخطاب صلی صلاة التراويح، وقد نهی عمر بن عبدالعزيز عنها بشدة. وکذلك أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) کما نقل: لما کان أميرالمؤمنين(عليه السلام) الکوفة أتاه الناس فقالوا له اجعل لنا إماماً يؤمنا في رمضان، فقال لهم: لا، ونهاهم أن يجتمعوا فيه؛ فلما أمسوا جعلوا يقولون ابکوا رمضان، وارمضاناه...» [5].

المصادر:
1- صحيح البخاري، ج1، ص342.
2- إرشاد الساري، ج4، ص656.
3- عمدة القارئ، ج11، ص126.
4- مأثر الأنافة في معالم الخلافة، ج2، ص337.
5- السرائر، ج3، ص639.