الحيوانات في القيامة

14:35 - 2016/08/04

الملخص:

ترجمة مقالة«حیوانات در قیامت» الحيوانات في القيامة

الكاتب: م.رفيعى     المترجم (مع دخل و تصرف): nassari

العنوان:

http://www.welayatnet.com/fa/news/95505

الحيوانات، حشر الحيوانات، شهادة الحيوانات

إن مسألة القيامة و كيفية حشر المخلوقات، من أهم مسائل المعاد. لأنه لا يُحب أي إنسان أن يكون في غفلة مما سيحدث له فيما بعد هذه الدنيا. إن للحيوانات دورا في حياة الإنسان؛ و من الأسئلة التي تطرح حول مسألة القيامة هي أن الحيوانات موجودة في القيامة أم لا؟

هذه المسألة، مهمة من جوانب، لذا نقوم بدراستها هاهنا.

الشعور و الفهم لدى الحيوانات

إن آيات القرآن الكريم تذكر بصراحة، تسبيح كافة الموجودات في العالم:

تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فيهِنَّ وَ إِنْ مِنْ شَيْ‏ءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبيحَهُم‏ [1]

ما لم يمتلك الموجود، فهما و دركا، ليس لذكره و تسبيحه معنى؛ و لا يمكنه مدح الله تبارك و تعالى و تسبيحه؛ لذا فكل الموجودات في العالم و من جملتها الحيوانات تمتلك فهما و إدراكا.

يقول العلامة الطباطبائي:

كذلك الواحد من الحيوان- على ما نشاهده- يأتي في مبتغيات حياته من الحركات المنظمة التي يحتال بها إلى رفع حوائج نفسه في الغذاء و السفاد و المأوى بما لا نشك به في أن له شعورا بحوائجه و ما ترتفع به حاجته، و آراء و عقائد ينبعث بها إلى جلب المنافع و دفع المضار كما في الإنسان، و ربما عثرنا فيها من أنواع الحيل و المكائد للحصول على الصيد و النجاة من العدو من الطرق الاجتماعية و الفردية ما لم يتنبه إليه الإنسان إلا بعد طي قرون و أحقاب من عمره النوعي. [2]

دليل حضور الحيوانات في القيامة

القرآن الكريم يقول إن دليل الحشر، إزالة الإختلاف و الخصومة:

ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فيما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُون‏ [3]

یقول صاحب كتاب المیزان في تفسیر القرآن:

إن الملاك الذي يعطيه كلامه تعالى في حشر الناس فی آية «وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُون‏»، هو القضاء الفصل بينهم فيما إختلفوا فيه من الحق قال تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» [4] و قوله: «ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» [5] و غير ذلك من الآيات.

و مرجع الجميع إلى إنعام المحسن و الإنتقام من الظالم بظلمه كما ذكره في قوله:«إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ» [6] و قوله: «فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقامٍ، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ» [7] و هذان الوصفان أعني الإحسان و الظلم موجودان في أعمال الحيوانات في الجملة. [8]

إذا توجد إختلافات فيما بين الحيوانات أيضا؛ و طريقة الحل الوحيدة، الدخول في القيامة، لذا هذه الآية لا تخص البشر فقط، بل تبين قانونا كليا لأصل وجود القيامة.

الدليل الآخر لحشر الحيوانات، هو أن الله تبارك و تعالى في كتابه المنزل أشار إلى تشابه الحيوانات و الناس؛ و أحد وجوه هذا التشابه، حشرهم جميعا في القيامة:

وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ يَطيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ ثُمَّ إِلى‏ رَبِّهِمْ يُحْشَرُون‏ [9]

بالطبع، تصور حشر الحيوانات تابع لتصور فهمها و إدراكها.

الملاحظة المهمة التي تستفاد هاهنا، أهمية إنتباهنا نحن البشر في ملاحظة الحقوق المختلفة خاصة حق الناس. لأنه عندما تجازى و تعاقب الحيوانات أيضا، فلِما الغفلة منا نحن البشر؟

شهادة الحيوانات في القيامة

بغير الله تعالى، الأنبياء، الأولياء، الملائكة، الأجنة، الأعضاء و جوارح الإنسان؛ الأشياء و الحيوانات أيضا تشهد في يوم القيامة. الأرض من جملة الشهود لأن الله سبحانه و تعالى يقول في القرآن الكريم:

يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها [10]

الحيوانات أيضا تشهد على أعمالنا فإن لديها إدراكا و فهما و تستطيع أن تشتكي من الإنسان.

مثلا: شَكْوَى الْبَعِيرِ إِلَيْهِ صلى الله عليه و آله عِنْدَ رُجُوعِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ غَزَوةِ بَنِي ثَعْلَبَةَ فَقَالَ: أَ تَدْرُونَ مَا يَقُولُ هَذَا الْبَعِيرُ؟ قَالَ جَابِرٌ: قُلْنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ يُخْبِرُنِي أَنَّ صَاحِبَهُ عَمِلَ عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا أَكْبَرَهُ وَ أَدْبَرَهُ وَ أَهْزَلَهُ أَرَادَ نَحْرَهُ وَ بَيْعَهُ لَحْماً. يَا جَابِرُ إذْهَبْ مَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ فَأْتِنِي بِهِ. قَالَ: قُلْتُ: وَ اللَّهِ مَا أَعْرِفُ صَاحِبَهُ. قَالَ: هُوَ يَدُلُّكَ. قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى إنْتَهَيْتُ إِلَى بَنِي حَنْظَلَةَ أَوْ بَنِي وَاقِفٍ. قُلْتُ: أَيُّكُمْ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَنَا. قُلْتُ: أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَجِئْتُ أَنَا وَ هُوَ وَ الْبَعِيرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و آله فَقَالَ: بَعِيرُكَ هَذَا يُخْبِرُنِي بِكَذَا وَ كَذَا. قَالَ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَبِعْنِيهِ. قَالَ: هُوَ لَكَ. قَالَ: بَلْ بِعْنِيهِ. فَإشْتَرَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله ثُمَّ ضَرَبَ عَلَى صَفْحَتِهِ فَتَرَكَهُ يَرْعَى فِي ضَوَاحِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا أَرَادَ الرَّوْحَةَ وَ الْغَدْوَةَ، مَنَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و آله. [11]                       

إذا بعد ذكر هذه الرواية، يمكن الإنتباه إلى هذا الملاحظة و هي أن الحيوانات لديها شعور و تستطيع أن تشتكي، إثر الظلم الذي يلحق بها.

الأناس الذين يحشرون على صورة الحيوانات

في النهاية نذكر رواية، تشير إلى فئات من الناس، الذين يحشرون على شكل الحيوانات.

عَنْ مُعَاذٍ أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله قَالَ يَا مُعَاذُ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ مِنَ الْأُمُورِ ثُمَّ أَرْسَلَ عَيْنَيْهِ وَ قَالَ يُحْشَرُ عَشَرَةُ أَصْنَافٍ مِنْ أُمَّتِي بَعْضُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ وَ بَعْضُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْخِنْزِيرِ وَ بَعْضُهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ مُنَكَّسُونَ أَرْجُلُهُمْ فَوْقَ رُءُوسِهِمْ يُسْحَبُونَ عَلَيْهَا وَ بَعْضُهُمْ عُمْياً [عُمْيٌ‏] وَ بَعْضُهُمْ صُمّاً [صُمٌ‏] وَ بُكْماً [بُكْمٌ‏] وَ بَعْضُهُمْ يَمْضَغُونَ أَلْسِنَتَهُمْ فَهِيَ مدلات [مُدْلَاةٌ] عَلَى صُدُورِهِمْ يَسِيلُ الْقَيْحُ يَتَقَذَّرُهُمْ أَهْلُ الْجَمْعِ وَ بَعْضُهُمْ مُصَلَّبُونَ عَلَى جُذُوعٍ مِنَ النَّارِ وَ بَعْضُهُمْ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِيفَةِ وَ بَعْضُهُمْ مُلْبَسُونَ جِبَاباً سَائِغَةً مِنْ قَطِرَانٍ لَازِقَةٍ بِجُلُودِهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ عَلَى صُورَةِ الْقِرَدَةِ فَالْقَتَّابُ مِنَ النَّاسِ وَ أَمَّا الَّذِينَ عَلَى صُورَةِ الْخَنَازِيرِ فَأَهْلُ السُّحْتِ وَ أَمَّا الْمُنَكَّسُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فَآكِلَةُ الرِّبَا وَ أَمَّا الْعُمْيُ فَالَّذِينَ يَجُورُونَ فِي الْحُكْمِ وَ أَمَّا الصُّمُّ وَ الْبُكْمُ فَالْمُعْجَبُونَ بِأَعْمَالِهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ فَهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْجِيرَانَ وَ أَمَّا الْمُصَلَّبُونَ عَلَى جُذُوعٍ مِنْ نَارٍ فَالسُّعَاةُ بِالنَّاسِ لِسُلْطَانٍ وَ أَمَّا الَّذِينَ أَشَدُّ نَتْناً مِنَ الْجِيَفِ فَالَّذِينَ يَتَّبِعُونَ‏ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ مَنَعُوا حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِهِمْ وَ أَمَّا الَّذِينَ يُلْبَسُونَ الْجِبَابَ أَهْلُ الْكِبْرِ وَ الْفُجُورِ وَ الْبُخَلَاء. [12]

النتيجة

الحيوانات و لأجل أنها تمتلك فهما و إدراكا، لديها حقوق و هي أيضا تستطيع الشهادة على ما نقوم بفعله. لذا يتوجب علينا أن نحرس كي لا نضيع منها حقا و أن نراها ناظرة لأعمالنا أيضا.

 

المصادر

[1] الإسراء،44

[2] الميزان فى تفسير القرآن، ج‏7، ص74

[3] آل‌عمران،55

[4] السجدة،25

[5] آل عمران،55

[6] السجدة،22

[7] إبراهيم،48

[8] الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج‏7، ص76

[9] الأنعام، 38

[10] الزلزلة،4

[11] الطبرسي، إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، ص 29

[12] الشعيري، جامع الأخبار، ص176

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
16 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.