مراهقو الشغب يعانون من العنف الأسري أغلب الأطفال والمراهقين الذين يخرجون في الشوارع والطرقات لممارسة أعمال العنف وحرق الإطارات وسد الشوارع، يعانون من الفراغ والملل والعنف الأسري
وإهمال الآباء للأبناء يفتح للمراهق نزعة السيطرة على الأم وأفراد الأسرة بالمنزل، وذلك يؤدي لحدوث الكثير من المشاكل بين أفراد الأسرة كما يؤدي العنف الأسري لانجراف المراهق إلى أية جماعة فاشلة، ومن هنا يبدأ شعور المراهق بالاضطهاد والعناد والغرور وعدم الاتزان النفسي والتعصب، مع زيادة عقدة «الأنا»، وفي هذه المرحلة الخطيرة أحياناً يلجأ كثير من المراهقين لمشاهدة الأفلام الإباحية وأفلام العنف نتيجة عدم حصول المراهق على الإشباع العاطفي واستثمار طاقته إيجابياً وعدم حصوله على الرضا، وفقدان التعامل الإيجابي مع المجتمع بسبب إهمال الأم وانشغال الأب الزائد، الذي ينتج عنه عدم قدرة المراهق على حل مشكلاته أو مواجهة الضغوط بطرق إيجابية وعدم القدرة لقول «لا للعنف لا للانحراف».
سلوك المراهقين وجود حب الاعتراض لأجل الاعتراض
لان المراهق يكون على مفترق الطريق من كل النواحي وفي طور النمو لكونه يمر في مرحلة انتقالية جسمانية عاطفيه واجتماعية وجنسية، فالمراهق يعيش في صراع داخلي، اذ ليس بإمكانه العودة الى الماضي ولديه خوف من المستقبل، كما للمراهق قدرات ومهارات تحليلية انتقادية شاحذة لا يستهان بها إذا لم يتم توظيفها لمصلحته الشخصية، والمراهقون كثيرو الأسئلة وكل شيء لديهم له سبب ولا يقتنعون بالتبريرات، ويؤثر في شخصيتهم أي شخصية مشهورة مثل الممثل السينمائي، رجل الدين، رجل السياسة، أكثر من ذويهم، وممكن لأي شخصية عارضة أو معروفة تهز الثقة بنفس المراهقين وتحولهم إلى شخصيات ناقدة ومتذمرة. وأضحت سوار أهم ما في عالم المراهقين الخاص، هو «الجماعة»، حيث يعتبر علماء النفس اعتراض المراهقين إلى السلطة هو جزء من كثرة الخلافات الأسرية ما بين المراهقين وذويهم، إضافة لخلافات الطالب المراهق بالمدرسة مع التلاميذ أو المعلمين، وبالرغم من كل ذلك إلا أن هناك تناقضاً واضحاً بشخصية المراهق حول أساليب التفاهم أو الحديث عن شخصية معينة ترمز بالنسبة له «القدوة والطاعة العمياء»، حيث تترك شخصية المؤثر على المراهق أعمق الأثر في النفسية والتصرف واللامسؤولية مع إيقاف التفكير وإلغاء توظيف العقل، وتنتج عن ذلك أعمال الشغب والتخريب وحرق الإطارات عن طرق الجماعات. وعن الأسباب السيكولوجية التي تؤدي لاستثمار المراهقين والأطفال كمشاريع حركات مطلبية، بينت سوار أن احتجاجات المراهقين أبعد ما تكون عن إلقاء محاضرة أو إعطائهم أوامر من قبل الخطباء والوعاظ بهدف تجيشهم، حيث الأفكار والمقترحات التي يلقيها الشخص البالغ الذي يستطيع التأثير على المراهقين والأطفال يؤخذ كلامه بعين الاعتبار ويوضع موضع التنفيذ، ومن هنا المجتمع بحاجة للعمل على زرع نظام القيم والمبادئ لدى المراهقين، لأن من الأساس المراهقين يعرفون متى يبدأون ومتى يقفون عن الحركة والدليل أنهم فترة الامتحانات يبتعدون عن كل المآزق والخروج عن القانون، لان المراهق يحترم قواعد وقوانين الجماعة «شلته» إلى مرحلة يصل فيها الى المجازفة بحياته، حيث نجد بعض المراهقين يقودون السيارات بسرعة جنونية رغم عدم حصولهم على رخصة السياقة أو يقودون الدراجات النارية باستعراض دون ليس الخوذه أو يخرج مراهق هنا وهناك من المنزل حاملاً اداة حادة او للمشاركة في مظاهرات عنيفة دون دراية أو وعي بما نسميه الوعي الثقافي السياسي الاجتماعي. وأكدت بأن الدراسات النفسية والاجتماعية بينت مؤخراً أسباب لجوء المراهقين إلى العنف بحثاً عن الإثارة المتزايدة نتيجة عن الإحباط وضعف الثقة بالنفس لطبيعة مرحلة البلوغ ودخول سن المراهقة، حيث لدى بعض المراهقين اعتزاز وتقديس إلى شخصيات معينة على حساب المجتمع، وذلك يؤدي إلى الاضطراب الانفعالي والتمرد لممارسة العنف والتخريب وضعف الانتماء. وبالنسبة للحلول الحقيقية لعلاج سلوك المراهقين والأطفال المتمردين الذين يمارسون العنف والتخريب وأعمال الشغب، ذكرت د. شريفة سوار، أن الحل الجذري لحماية المراهقين من الاستغلال في أعمال الشغب والعنف، يحتاج إلى تنمية مهارات التربية لدى الآباء وأولياء الأمور، وعدم اعتماد الأب على الأم في التربية بسبب انشغالاته، وتفرغ الأب إلى الأبناء للجلوس والخروج معهم وفتح المصارحة والحوار دون جرح مشاعر الابن، إضافة لغلق الخلافات والمشاجرات الزوجية بين الأم والأب أمام الأبناء، وعدم تحقير الأبناء والأطفال بالألفاظ السوقية أو البذيئة من قبل أولياء الأمور، تواصل الآباء مع المختصين لعلاج مشاكل أبنائهم المراهقين حتى لا يتم استغلالهم من قبل الجماعات.