إحدى إستراتيجيات الغرب المهمة في مكافحة ثقافة الإسلام المعنوية والتي أصبحت اليوم مرغوبة في العالم، مكافحة الحجاب.
الحجاب في الإسلام إنبثاق من القيم الروحية والمعنوية للمرأة. الحجاب يعمل كالسد في محافظة الإنسان عن طمع وهوس الأجانب. أميرالمؤمنين علي عليه السلام يقول:
فَإِنَّ شِدَّةَ الْحِجَابِ أَبْقَی عَلَیْهِنَّ [1]
طبقا للقانون الذي لم يُكتب يوما، كلما كان الشيء أثمن، وجب الحفاظ عليه أكثر. لايضع صاحب الكنز، مجوهراته في متناول يد المارة لكي تلمع وتزدهر. ولذا يقول الله تبارك وتعالى:
وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْیَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلی جُیُوبِهِنَّ وَ لا یُبْدینَ زینَتَهُنَّ [2]
وجهان لقضية واحدة
مكافحة الحجاب، المشروع الذي يعمل عليه أعداء الإسلام الأصيل المحمدي لتعجيز إعتقاد المسلمين. اُجري هذا المشروع بشكل جيد في البلدان الإسلامية. في بعض البلدان الإسلامية ظاهرا، أصبح الحجاب أمرا إختياريا فأصبح إرتياد النساء السافرات في الشوارع مباحا. بلد كالسعودية نظرا إلى الأماكن الدينية فيها، تكون بلدة مسلمة في ظاهر الأمر فقط؛ وإلا ففي باطنها، كثرت النساء السافرات في الفنادق والمراكز التفريهية والإستجمام؛ إلى الحد الذي لا ترى فارقا بين هذه الأمكنة والأمكنة المشابهة لها في البلدان الغربية. طبقا للقانون الموجود في السعودية لايحق للمرأة أن تخرج من بيتها بدون صحبة رجل من أقاربها؛ فعلى هذا ترى الحجاب مشددا في الشوارع عادة، ولكن الوضع يختلف تماما في الفنادق والمطاعم؛ فهناك ترى تلك المرأة المحجبة، عارية فلاتختلف الأجواء فيها مع الغرب. [3]
إذا مشروع مكافحة الحجاب في بلدان المنطقة وخاصة في بلد النظام السعودي الملعون، اُجرِي بشكل جيد. واليوم يسعى أعداء الإسلام لأجل إجراء هذا المشروع في إيران الإسلامية أيضا؛ لكي يَقل الإعتقاد بمكافحة الإستكبار بين الإيرانين الموالين فتزيل عندها هوية المرأة الإيرانية المسلمة وتنحرف نظرة الشاب الإيراني الموالي والمسلم. يقول الله تبارك وتعالى في هذا المجال:
قُلْ لِلْمُؤْمِنینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکی لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبیرٌ بِما یَصْنَعُونَ؛ [4]
آثار الحجاب الفردية والإجتماعية
إن الله تبارك وتعالى، نظرا إلى حكمته وعلمه غيرالمحدودين، أصدر أوامر لحفظ الإنسان ونيله الكمال والسعادة الأبدية؛ الحجاب من جملة هذة الأوامر. لفوائد الحجاب، تذكر أمور كثيرة نشير هاهنا إلى ثلاثة منها:
1. إيجاد الأمن والإستقرار
الحجاب بفعله الإستقرار في المجتمع، يسبب إطفاء الشهوات في المجتمع فيقف دون الأضرار والجرائم المختلفة حتى يستمر المجتمع في حركته نحو الأمام في جو مملوء بالسكينة والإستقرار.
2. جعل المرأة ذات قيمة عالية
من جملة آثار وفوائد الحجاب للمرأة، جعل مقام المرأة مقاما ذا قيمة عالية في المجتمع والعائلة.
3. إحكام المجتمع
عندما تظهر النساء في المجتمع فتحفظ حجابها، من دون شك، إحكام هذا المجتمع والسكينة فيه بشكل، لايبقى فيه مكانا للشهوات؛ فتصبح الكلمة الأولى فيه للأمن الأخلاقي وحسب.
الكلام الأخير
من دون شك، مراعاة الحجاب والستر في كل مجتمع، يسبب إعتلاء المرأة في ذلك المجتمع. أعداء الإسلام الأصيل المحمدي يسعون إلى تدمير هوية المرأة وسحقها بمكافحتهم الحجاب؛ لكي يجرّوا الرجال في ذلك المجتمع إلى الفساد واللامبالاة وذلك بإفساد المرأة.
المصادر
[1] السید الرضي، نهج البلاغة، الرسالة 31
[2] نور،31
[3] سید مجید الحسیني، اعترافات شهر خدا(إعترافات مدينة الإله)، ص36
[4] نور،۳۰