المنهج التربوي عند الإمام الحسين

09:37 - 2024/04/27

حيث إن عصمة أكمل الخلق كائنة هي في الدنيا، فإن الإمام الحسين عليه السلام كذلك حَسَب آية التطهير، والحقيقة أن أهل البيت عليهم السلام، هم الذين يتميزون بكل علامات الكمال، ويرشدون الآخرين إلى المزيد من الكمال بأساليبهم التعليمية.

الإمام الحسين والرضا: الرضا بما يريده الله للإنسان، هو نتيجة الثقة والصفات الباطنية لطالب الطريق، والثقة تجد مظاهرها المختلفة في شخص مثل الإمام الحسين عليه السلام، حيث كان ينفق ما يحصل عليه من مال في سبيل المحتاجين، ولم يطلب منه أحد شيئاً، ولم يسأله إلا أعطاه. وإلى هذا المعنى يشير الإمام الحسين عليه السلام في أشعار قالها:

فَإِنْ تَكُنِ اَلدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً

فَدَارُ ثَوَابِ اَللَّهِ أَعْلَى وَأَنْبَلُ

وَإِنْ تَكُنِ اَلْأَرْزَاقُ قِسْماً مُقَدَّراً

فَقِلَّةُ حِرْصِ اَلْمَرْءِ فِي اَلْكَسْبِ أَجْمَلُ

وَإِنْ تَكُنِ اَلْأَمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُهَا

فَمَا حَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ اَلْمَرْءُ يَبْخَلُ[1]

إن البخل نتيجة العوز وقصر النظر، ومن يعيش في قمة التوكل على الله والثقة به، لن يبخل على أحد أبدًا، وفي كل لحظات الحياة المادية والروحية، والحياة والموت، يخضع ويرضى بأمر الله تعالى.

وما يقوله الإمام الحسين عليه السلام عن نفسه هو لتعليم الآخرين وتدريبهم، ففي منزل عذيب الهجانات، التقى الإمام عليه السلام بأربعة أشخاص كانوا قد خرجوا من الكوفة، التقوا بالإمام، وبعد أن سمع كلامهم قال: "أما والله إني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا، قتلنا أم ظفرنا"[2]

الإمام الحسين

كلمات الإمام الحسين عليه السلام

ونشير إلى بعض مظاهر تسليم الإمام الحسين ورضاه في كلماته عليه السلام:

أ: وقف الإمام عليه السلام إلى جانب مرقد جده رسول الله صلى الله عليه وآله يسأل الله تعالى أن يرضى ما قدّره له، قال عليه السلام:

"أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق القبر ومن فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضى، ولرسولك رضى"[3]

ج: في حديثه مع أم هاني أخت الإمام علي عليه السلام، عندما خرج من المدينة، أقبلت أم هاني فقال: يا عمّة، ما الذي جاء بك وأنت على هذه الحالة؟ فقالت: وكيف لا آتي وقد بلغني أن كفيل الأرامل ذاهب عني؟ يا عمَّة، "كل الذي مقدَّر فهو كائن لا محالة"[4]

د: يقول الإمام الحسين عليه السلام في وصيته الشهيرة التي تُعد ميثاق ثورة عاشوراء: "وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"

و: إن الإمام يستحضر في كل مواقفه درس الرضا والاستسلام لله تعالى، حتى أنه في دعاءه الأخير، وقد أصابته السهام والحجارة أكثر من أصحابه، يقول: "صبرا على قضائك يا رب لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك، صبرا على حكمك"[5]

المصادر:

[1] . تسلیة المُجالس و زینة المَجالس، السيد محمد الحائري، ج۲ ص 240.

[2] . كربلاء، الثورة والمأساة، أحمد حسين يعقوب، ج1، ص255.

[3] . بحار الأنوار، العلامة المجلسي،ج ٤٤ ص٣٢٨.

[4] . من أخلاق الإمام الحسين،عبد العظيم المهتدي البحراني،ج1،ص165 .

[5] . كلمات الإمام الحسين، الشيخ الشريفي، ج1، ص 510.

Plain text

  • وسوم إتش.تي.إم.إل المسموح بها: <a> <em> <strong> <span> <blockquote> <ul> <ol> <li> <dl> <dt> <dd> <br> <hr> <h1> <h2> <h3> <h4> <h5> <h6> <i> <b> <img> <del> <center> <p> <color> <dd> <style> <font> <u> <quote> <strike> <caption>
  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
1 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.