الملخص: طغت موجة الإرهاب السعودي الوهابي على الجزيرة العربية فحملت معها الحقد، وسفك الدماء، والدمار، والتنكيل بالعرب والمسلمين.فاستبيحت المحارم، وسفكت الدماء، وأهينت المقدسات، وكفر المسلمون، وعطلت شعائر الإسلام. وارتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والإسلامية، وعقدت المؤتمرات، وقامت أقلام العلماء، والمفکرين بالذب عن حياض المقدسات الدينية،وفضح أعمال البرابرة السعوديين و الوهابيون الذين ارتكبوا اقبح الآثام وجرائم ضد الحضارة والإنسانية.
الأنطاکي: الوهابية کلّ علی الإسلام والمسلمين
قال الشيخ محمد مرعي الأمين الأنطاکي في کتابه الذي شرح فيه رحلته للبحث عن الحقيقة بين المذاهب الإسلامية: «کنّا نسمع عن الوهابية بأنّهم يقيمون الحدود ويجرون الأحکام الشرعية تماماً فهاجرنا إلی الحجاز و تخللنا بينهم مدة فوجدنا الأخبار التي وصلتنا من القطر الحجازي کانت خلاف الواقع. فإنّهم أضرّ علی الإسلام من کلّ شيء وقد شوهوا سمعة الإسلام بأعمالهم و أفعالهم وبسوء فتاوی علمائهم وبسوء صنيعهم بالعترة الطاهرة الأئمة الصالحين وغيرهم وذلك بهدم قبورهم، ولعمري لقد أرادوا هدم ضريح النبيّ المقدس (صلی الله عليه وآله وسلم) فعارضهم کثير من المؤمنين في شرق الأرض و غربها فترکوه خوف الفتنة والإثارة.
فانظر إلی غريب فتاواهم، يقول الوهابي: إذا وضع الحاج أو أيّ شخص يده علی القبر فهو مشرك، و اذا قال القائل يا رسول الله فهو مشرك. وإذا أخذ أحد الضرائح أو قبله أو تبرك به فهو مشرك. إلی غير ذلك من الآراء السخيفة التي لا تنطبق علی الشرع الإسلامي الشريف أصلاً، ثمّ والخطب الأفظع أنّهم يوبخونه عن عمله المقدس بکلمة يا مشرك يا کافر و ذلك في أوّل مرة فإن قَبل فيها وإلّا فهو مباح الدم يجب قتله کما فعل الوهابيون في الحجاز وفي العراق وغيرهما.
فما تقولون أيّها المسلمون في شرق الأرض و غربها عن هذا المذهب المخترع الحادث الذي هم کلّ علی الإسلام و المسلمين». [1]
عمر عبدالسلام: الوهابيون مخالفون للقرآن والسنّة
يقول الکاتب الإسلامي عمر عبدالسلام: «سافرت في سن الشباب إلی مکة المکرمة لأداء فريضة حج بيت الله الحرام، وذلك في سنة 1395هـ ، وفي المدينة المنوّرة عند قبر الرسول(صلی الله عليه وآله وسلم) لاحظت الإهانات التي کان الوهابيون يوجّهونها للمسلمين؛ إذ کانوا يقذفون حجّاج بيت الله وضيوف الرحمن بأقذع أنواع السباب و الشتائم، وبشکل متواصل، لا ينقطع و لا يهدأ. فعندما کان زوّار رسول الله يقتربون من ضريحه، ويقبّلون شبابيك المرقد المقدس تعبيراً عن حبّهم له، بينما کان الوهابيون يقولون لهم: «ابتعدوا أيّها المشرکون». لقد تألمت کثيراً وضاق صدري وأنا اشاهد تلك الإهانات الفظّة الغليظة التي کانوا يوجّهونها لزوار رسول الله.[2] وعندما راجعت کتب التاريخ وجدت أنّهم کانوا- في أوّل تسلطهم علی المدينة- يرتکبون المجازر بحق زوار النبيّ. وعلی أيّ حال فإنّ زعماء الوهابية وواضعي أسسها- من أمثال ابن تيمية واشباهه- هم الذين سنّوا تلك العقائد، إلّا أنّ محمد بن عبدالوهاب هو الذي أسس حزباً يرتکز علی تلك المعتقدات، وأنشأ فرقة جديدة تعتبر جميع من سواها من المسلمين کفرة مهدوري الدم». [3]
المصادر:
[1] لماذا اخترت مذهب أهل البيت(عليهم السلام) للشيخ محمد أمين الأنطاکي، ص8.
[2] وفاء الوفاء، ج2، ص444.
[3] مخالفة الوهابية للقرآن والسنة، عمر عبدالسلام، ص3و4.