الوهابية هي النبتة الحشوية التي تخالف المسلمين شيعة و سنة، فهم كانوا يرون العلم منحصرا في ظواهر الكتاب و السنة و يرفضون التأويل و إن انجرت إلى مخالفة العقل و تكفير الأمة الإسلامية سواهم.
الحشوية هم فرق من المسلمين، لها منهج خاص، تخالف فيه المعتزلة و الاشاعرة و الامامية و المرجئة، و هذا المنهج هو حصر العلم و المعرفة بظواهر الكتاب و السنة بنصهما الحرفي، حتى و لو خالفت العقل، و لم تتفق مع عظمة الله و جلاله، و تنزيهه و كماله، فالله سبحانه في عقيدة الحشوية له يدان و رجلان، و عينان و اذنان، و يقف و يجلس و يمشي، و يضحك و يبكي، و يصافح و يعانق، و بكلمة ان الحشوية يرون العلم و المعرفة بالنقل و الرواية، لا بالعقل و الدراية، و هم اشد الناس تعصباً، فكل ما يرونه صواباً هو الصواب، و من خالفهم رموه بالكفر و الزندقة.
و الوهابية هم الفرد الاكمل و النموذج الامثل للفئة القائلة بأن الآيات و الروايات تبقى على دلالتها الحرفية، و ان خالفت العقل، و ما تقتضيه أصول الدين. قال الشيخ محمد عبده: «ان هذه الفئة أضيق عطناً، و احرج صدراً من المقلدين.. و انها ترى وجوب الأخذ بما يفهم من اللفظ الوارد و التقيد به بدون التفات الى ما تقتضيه الأصول التي قام عليها الدين».[1]
و علق رشيد رضا على هذا الكلام بقوله: «يعني بهذه الفئة أهل الحديث، و من يسمونهم بالوهابية».
نعم، ليس الفكر الوهابي بجديد فهو تفرع من الحشوية التي عرفت مدى جمودهم على الظاهر و إن أدى إلى تكفير المسلمين سواهم.
[1] . «الاسلام و النصرانية»، محمد عبده، الطبعة الثامنة، ص 97.