قد يقال إن الشيعة يغلون في دينهم حيث يسمون أولادهم أو أنفسهم بكلب علي أو كلب الحسين أو كلب الصادق و ما يضاهي ذلك. وهذا يمس كرامة الإنسان ويخالف العقل والنقل. والجواب أن لفظة الكلب هنا لا تعني الحيوان المعروف. ولو كان كذلك فإنها من باب التشبيه وهو مقرّب من جهة واحدة فقط فلا بأس بها شرعيا.
إن الوهابية قد تعير الشيعة بأنهم يسمون أنفسهم بـكلب الحسين (عليه السلام) و كلب علي (عليه السلام) لشدة تعلقهم وتذللهم لأهل البيت (عليهم السلام). الملفت للانتباه أن هذه التلقيبات -وليست التسميات- موجودة عند الإماميّة منذ القديم وفيهم العلماء والخطباء ورجال العلم أيضاً خاصّةً في بلاد الهند وإيران، ولم يعترض أحدٌ عليهم ذلك و السر في ذلك أن كلمة الكلب عند العجم تعني الكرب لا الحيوان المعروف و هم يعمدون بذلك إلى النسبة إلى كربلاء؛ فكل من تشرف بزيارة كربلاء ووفق لزيارة الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) يجعلون قبل اسمه لفظة الكلب فكلب علي يعني عندهم علي الكربلائي وكلب الحسين يعني الحسين الكربلائي. هذا أولا.
ثم هب الشيعة يلقبون أنفسهم بالكلب فهم لا يقصدون المعنى الحقيقي للكلمة وإنما يشبهون أنفسهم بالكلب حيث يرمز الكلب إلى الوفاء. غير خاف أن التشبيه مقرب من جهة واحدة فقط فمثلا حينما تقول : "زيد كالأسد" إنما تدعي المشابهة بينهما في الشجاعة فقط لا في بخر الفم و غيره. فحري بالانسان أن يكون مثل الكلب في وفائه وإخلاصه لأولياء الله. أجل، يمكن التعبير عن هذا الحب والولاء بأساليب أخر حيث لم يرد في خصوص الترغيب في التسمية بالكلب نص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ومع ذلك فلا بأس يها شرعيا.