هناك وثائق عديدة من أهل السنة والجماعة تؤيد استشهاد المحسن بن علي (عليهما السلام) عند اقتحام بيت ريحانة النبوة. المقال التالي يدرس هذه الوقعة الاليمة من هذا المنظار.
المحسِّن وهو ابن الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء استشهد في واقعة الهجوم على بيت النبوة والرسالة بيت فاطمة عليها السلام. اتفقت مصادر الشيعة الامامية على استشهاده سقطا إبان اقتحام بيت السيدة الزهراء لاخذ البيعة من علي أمير المؤمنين عليه السلام.[1] كما أن هناك ثلة من علماء السنة وكذلك المؤرخون قد صادقوا على هذه الوقعة المرة الاليمة.
المؤرخ الشهير المسعودي –وهو سني شافعي على ما في الطبقات الشافعية للسُبكي- يقول: "فهجموا علیه وأحرقوا بابه واستخرجوه منه کرها وضغطوا سیدة النساء بالباب حتى أسقطت محسِّنا وأخذوه بالبیعة فامتنع."[2]
وهذا صلاح الدين الصفدي يقول: «إن عمر ضرب بطن فاطمة یوم البیعة حتى ألقت المحسِّن من بطنها.».[3]
قال الامام الذهبي في ترجمة ابن ابي دارم: قَالَ مُحَمَّدُ بنُ حَمَّاد الحَافِظ: كَانَ مُسْتَقِيْمَ الأَمْر عَامَّة دَهْره، ثُمَّ فِي آخر أَيَّامه كَانَ أَكْثَرَ مَا يُقرأُ عَلَيْهِ المَثَالب، حَضَرْتُه وَرَجُل يَقْرأُ عَلَيْهِ أَنَّ عُمر رفَسَ فَاطِمَة حَتَّى أَسقطتْ محسّنا.[4]
اجل، حاول علماء العامة أن يقدحوا في ابن ابي دارم لتشيعه ولكن ما هو المنطق الذي يسمح لنا بالطعن في راو لكونه رافضيا حسب تعابيرهم؟! أمن المستحيل أن يجتمع الرفض والصدق؟! ولا سيما من كان مستقيم الامر طيلة عمره! فإن كان الأمر كذلك ، فينبغي لهم أن ينقضوا كثيرا من روايات الصحيحين حيث وقع في اسانيدها من وصفوهم بالرفض كعبیدالله بن موسی وجعفر بن سلیمان وعبدالملک بن اعین و ... .[5]
المصادر:
[1] . الاختصاص، المفيد، ج1، ص183.
[2] . اثبات الوصية، المسعودي، ص146.
[3] . الوافی بالوفیات، صلاح الدين الصفدي، ج6، ص15.
[4] . سير اعلام النبلاء ط الرسالة، الذهبي، ج15، ص578.
[5] . تاريخ بغداد، احمد بن علي البغدادي، ج5، ص372.