-بعد الثورة الإسلامية المجيدة كانت (ولاية الفقيه) هدفا لسهام الأعداء من أجل غزو المعتقدات الدينية وإضعافها ثقافيًا ،الولاية التي تضمن كرامة المسلمين وتضمن استقلالهم وحريتهم ، كانت ولا تزال من أهم أهداف الأعداء.
الحكومة والقيادة والوصاية هي المبادئ الأساسية لتكوين أي مجتمع وبدونها لن يتشكل المجتمع والحضارة. إذا كان الإنسان بالطبع مدنيًا ، فمن المؤكد أن الخضوع للولاية والقيادة يكمن أيضًا في الطبيعة ؛ لأن الالتزام بأي شيء ، سواء أعجبك ذلك أم لا ، سيكون التزامًا بملحقاته ؛ بمعنى آخر ، الالتزام بالحضارة يتطلب أن نقبل القيادة من الحكومة.
وقد أشار أمير المؤمنين علي عليه السلام الى هذا المعنى بقوله" انّه لابُدَّ للنّاسِ مِن امِیرٍ بَرٍ اَو فاجِرٍ."[1]
كما هو ملاحظ في كلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ان السيادة والسلطة لابد منهما ؛ وهذا يعني أنه في أي أرض يبني فيها الناس التعايش والحضارة ، يجب أن يخضعوا للحكومة والإمارة وليس لديهم خيار سوى حكم وسلطة الحاكم المذكور أعلاه. وهذا مبدأ عقلائي ومقبول بشكل عام من قبل البشر.
لقد أثاروا شبهة حول ولاية الفقيه واعتبروها مرتبطة بإهانة الناس وخفضهم إلى مستوى القُصّر.
والمثير للدهشة أنهم لا يفرقون بين الولاية على الحكيم والولاية على الصغير والمجنون. ان هذا التوهم قد أثاره من لم يكن على دراية بالفقه والفقيه. لأن مثل هذه الأشكالات تأتي من شخص لا يعرف التاريخ ولا يعرف قيادة النبي وإمامة الإمام .
ان الولاية التي كانت لنبي الإسلام والأئمة المعصومين عليهم السلام كانت ولاية مطلقة ، لكن ليس لازم هذه الولاية أن يُعتبر الناس قاصرين بحيث لا يكونون أحرارًا ولا يتدخلون في شؤونهم ولا يتصرفون في ممتلكاتهم.
ان ولي القاصر لا يلزمه رعاية ما يصلح للمولى عليه، ولكن ولي أمر المسلمين ، يجب عليه رعاية المصالح وهو مثل أحد المسلمين من حيث رعاية الواجبات الشرعية، ولا فرق بينه وبين الآخرين من حيث الالتزام.
[1] - (نهج البلاغة الخطبة 40)