القيادة في النظام الإسلامي

القيادة في المجتمع مهمة لأن الحياة الاجتماعية وخصائصها تتطلب من الفرد أو الأفراد السعي لقيادة وتوجيه الشؤون المشتركة للبشر في المجتمع ، وتجنب الفوضى والاضطراب ، وأن يخطط البرامج وينفذها.

وهذا ليس خاصًا بمجتمع معين ، لكنه واضح. فمثلا في المجتمعات الغربية اليوم ، قد لا تكون القيادة كما نريدها أن تكون. لكن الدساتير في معظم دول العالم ، التي تحكمها الديمقراطيات ، تُصاغ بطريقة يكون فيها لشخص واحد سلطات ومسؤوليات أكثر من غيره ، سواء كان ملكاً ، أو رئيساً ، أو رئيسَ وزراء.

إن الإسلام ، كدين كامل وشامل ، أولى اهتمامًا خاصًا لقيادة وتوجيه المجتمع. ونفس وجود الأنبياء والأئمة الطاهرين عليهم السلام دليل على أهمية قيادة المجتمع وتوجيهه نحو الكمال. إضافة إلى أن نبي الإسلام (صلى الله عليه واله) بعد الهجرة إلى المدينة المنورة وتوفير أسباب الحكم والولاء من قبائل المدينة وإبرام معاهدة الأخوة بين المهاجرين والأنصار ، أنشأ أول حكومة إسلامية وتولى بنفسه الحكم. .. في ذلك الوقت ، أصبحت المساجد مكانًا لتجمع المسلمين لتسوية القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية. وهكذا ، فإن قيادة المجتمع بأوسع معانيه قد تشكل منذ ذلك الحين في المجتمع الإسلامي.

ووفقاً للتعاليم الواردة في المذهب الشيعي ، فإن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) بعد النبي صلى الله عليه واله ، بالإضافة إلى كونهم مسؤولين عن القيادة السياسية للمجتمع الإسلامي ، هم أيضاً مسؤولون عن القيادة الروحية والإرشاد الروحي للمجتمع. وأساسا في دين الإسلام السماوي ، لا تنفصل القيادة الروحية والقيادة السياسية عن بعضهما البعض.

وعلى الرغم من أنه أثناء غياب الإمام المعصوم الثاني عشر (عليه السلام) لم يتم تعيين شخص معين لرئاسة الحكومة ، ولكن وفقًا لآيات القرآن وروايات المعصومين (عليهم السلام) حول معايير الحكم والحاكم السياسي فمن الواضح أن قيادة المجتمع هي مسئولية الفقهاء والخبراء في الدين. لأنهم ورد ذكرهم على أنهم خلفاء الرسول صلى الله عليه واله ، و انهم أمناء الأنبياء ، ومعاقل الإسلام ، وحكام الناس[1] ، وورثة الأنبياء.[2] تؤكد هذه الروايات على الحكم الإلهي للفقهاء وضرورة خضوع الناس لهذه الولاية والقيادة.

[1] - تاريخ الفقه الجعفري (/ 1)

[2] - الاختصاص (3/ 5)