الملخص:
أن الله قد رخص لبعض المؤمنين الأفطار في شهر رمضان منهم الإنسان المريض أي من يضره الصيام ومنهم الشيخ والشيخة وأما المورد الثالث هو المسافر حيث لايصح منه الصوم حتى الصوم المستحب
ذكرنا في المقال السابق أن الله قد رخص لبعض المؤمنين بأن يفطروا في شهر رمضان منهم الإنسان المريض أي من يضره الصيام ومنهم الشيخ والشيخة أما المورد الثالث هو المسافر حيث لايصح منه الصوم حتى الصوم المستحب [1] طبعاً ليس كل سفر يبطل الصوم بل السفر الذي يقصر فيه الإنسان صلاته و لهذا السفر شرائط :
منها : أن يكون قاصداً للمسافة اي ثمانية فراسخ ذهاباً و اياباً[2].
منها :أن يكون السفر مباحاً، فإذا كان السفر سفر معصية فإنه يتم صلاته و يصوم.
منها : أن لايتخذ السفر عملاً له [كالسائق و البحار] و... .
و الإفطار في حال المرض و السفر واجب ، فلو صام المريض أو المسافر ، وجب عليه القضاء بل يعد آثماً لأن الوظيفة هنا الإفطار فمن صام فقد خالف ما أراده الله منه .
لا ينبغي للمرء أن يحكم عقله في الأحكام الشرعية فيقيسها بعقله فإن وجد فيها مصلحة إمتثل و إلا فلا .
العلامه الطباطبائي & يقول : «يجب أن يمتثل أمره تعالى لأنه أمره ، لا لأنه مشتمل على مصلحه أوجهه من جهات الخير و النفع حتى يعزل عن ربوبيته و يعود زمام الأمر الى المصالح »[3] .
و يقول صدر المتألهين : « إن الأحكام الشرعية تعبدية ينبغي قبولها بلامناقشة و بلا إدراك لأسبابها و فلسفتها »[4] .
أي ينبغي للإنسان أن يسلم الأمر لله تعالى و يثق بأنه حكيم فلا يأمر و لاينهى إلاعن حكمة و دليل ، فاذا امتثلت بعد أن ميّزت المصلحة في الحكم دون ما لم تميّز ، فانت تابع لعقلك و هواك لا لربك و مولاك[5] .
ينقل أنه :خرج النبي (صلى الله عليه وآله) لفتح مكة في السنة الثامنة ، في شهر رمضان المبارك ، فلما بلغ حدّ الترخص أي الموضع الذي لا ترى الجدران و لايسمع الأذان ، طلب ماءً فأمطر عليه و أمر المسلمين بالإفطار ، فامتثلوا أمره إلا شرذمة منهم ، ظنوا أنهم لو جاهدوا و هم صيام ، يتضاعف أجرُهم و يزداد ، فلم يبالوا مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله) ، فلما بلغ الخبر إليه قال : «إنهم قوم آثمون و طاغون » .
القرآن يقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الحجرات: 1] و يقول {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7].
الرابع : الحامل المقرب التي يضر الصوم بها او بحملها و المرضعة القليلة البن التي يضر الصوم بها او بطفلها ويجب عليهما الفديه . الشارع أجاز للحامل المقرب أن تفطر مع أن هناك من تفطر بمجرد أن يدبّ الحمل في بطنها ، فهذا غير جائز .
فهذه الصنوف يجب عليهم الإفطار و من عداهم يجب عليهم الصوم ، ولكن لاننس أن للعباده آداب ينبغي أن تراعى و إلا كانت العباده باطله ..
الهامش:
[1] ) طبعاً هناك حالات استثنائيه يصح فيها الصوم للمسافر تؤخذ من مظانها
[2] ) منهاج الصالحين ، الخوئي ، ص238 ،م 884
[3] ) الميزان ، ذيل الاعراف /12
[4] ) معرفه المعاد ، العلامه الطهراني ، ج2 ،ص10
[5] ) للمزيد راجع فيش 1، ك 14 ،1 ،2