لا لتفكيك عرى الإخاء

لقد حاول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وبكلّ ما أُوتي من حول وقوة إلى تحكيم أواصر الاخاء والمودّة في أوساط المسلمين بحيث استطاع أن يصنع منهم كياناً متماسكاً يقف سدّاً رفيعا ومنيعاً أمام الضلال والكفر العالمي، إلى أن تمكن المسلمون وببركة وفضل كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة من الصمود والاستقامة والثبات أمام ضربات الاعداء كالصليبيين القاسية، وعنجهية وغطرسة وجهل المغول ممّا انجر إلى دخولهم في الإسلام واعتناقهم الديانة الإسلامية في نهاية المطاف، وبهذا تمكّن المسلمون أن يجعلوا من ألدّ خصومهم أُناساً مدافعين عن كيانهم وعن شريعتهم ومروّجين لها. ولشديد الأسف أنّ هذه الوحدة الإسلامية تعرّضت لضربة قاصمة من قبل مؤسّس الفكر الوهابي محمد بن عبد الوهاب بحيث قصروا الإسلام على تلك الثلّة من اولئك الذين يعتنقون المذهب الوهابي والتي تسير على منهج ابن عبد الوهاب، وإلاّ فلا نصيب لهم من الإسلام!
هاته هي بعض الثمار المرّة التي جنتها الأُمّة الإسلامية من وراء هذه الحركة الفكرية التكفيرية التي تدّعي ـ زيفاً ـ أنّها إصلاحية، وهل هناك من لبيب يحترم عقله ويعتز بدينه وقيمه ومبادئه يسعه أن يصف الحركة أو رجالتها و ساستها بأنّها حركة إصلاحية وإنّ إمامها محيي السنّة ومميت البدعة؟! كلا و الف كلا.