المقال هو نبذة عن شخصية السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها ونقل بعض الروايات في حقها وبيان أهمية زيارتها.
سلام الله وسلام ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع من وطئ الثرى على من تربّت وترعرعت في بيت النور والإمامة والعصمة، ألا وهي سيدتنا ومولاتنا فاطمة المعصومة بنت الإمام موسی بن جعفر عليهم السلام فهي معصومة كأجدادها المعصومين وفاطمة كجدتها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلوات الله عليهم جميعاً.
فيكفيها منزلة بأنها بنت الإمام وأخت الإمام وعمة الإمام، فقد إرتوت من نمير علومهم وجميل خصالهم وقد قام الإمام الرضا عليه السلام برعايتها بعدما سجن أبوه الإمام موسی بن جعفر عليه السلام في سجن هارون العباسي.
فكيف حال من يتربى على يد حجة الله وعيبة علمه وخازن سره؟ فهي العالمة والكريمة والزاهدة كما شهد في حقها التاريخ.
إنّ ما جاء في حقها من الروايات عن المعصومين عليهم السلام، هو أكبر دليل علی عظيم شأنها وجليل منزلتها وقلّما ترد مثل هذه الروايات في أبناء الأئمة فقد شهد لها الإمام الرضا عليه السلام بالعصمة كما روي عنه أنه قال: «من زار المعصومة بقم كمن زارني».[1]
وأمّا بلدة قم في إيران، فقد تنوّرت بمضجعها حتى أصبحت حرماّ لله كما نقل عن الإمام الصادق (علیه السلام): «إِنَّ لِلَّهِ حَرَماً وَ هُوَ مَکةُ وَ لِرَسُولِهِ حَرَماً وَ هُوَ الْمَدِینَةُ وَ لِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَرَماً وَ هُوَ الْکوفَةُ وَ لَنَا حَرَماً وَ هُوَ قُمُّ وَ سَتُدْفَنُ فِیهِ امْرَأَةٌ مِنْ وُلْدِی تُسَمَّی فَاطِمَةَ مَنْ زَارَهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»[2] فأصبحت هذه المدينة مناراً ومرجعاً للعلم والفقاهة بيمنها حتى تربّى الكثير من علماء الإسلام في هذه المدينة المقدسة.
ومن أعظم ما جاء في حقها أيضاً عن المعصومين عليهم السلام هو أنّ زيارة قبرها توجب الجنة، كالرواية التي ذكرت سابقاً ورواية أخرى عن الإمام الجواد عليه السلام: « من زار عمتي بقم فله الجنة »[3]
فهي الشفيعة أيضاً في الجنة كما نقرأ في زيارتها يَا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الْجَنَّةِ فَإِنَّ لَكِ عِنْدَ اللّٰهِ شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ، فسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تبعث حيّة.
یا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـهَ الأَطْهــارِ أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِیبَهَ الجَبَّــار
یـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت لِلَّهِ دَرُّکِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِی
أَنْتِ الوَدِیعَهُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى فَخْرِ الکَرِیمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ یا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَهً مِنْ کُلِّ ما یَرْتَضیــهِ البـــارِی
مَنْ زَارَ قَبْرَکِ فی الجِنــانِ جَزاؤُهُ هَذا هُوَ المَنْصُوصُ فی الأَخْبارِ
المصادر:
[1]- رياحين الشريعة، ج5، ص35.
[2]- بحار الأنوار، ج60، ص216.
[3] - كامل الزيارات، ص536.