كلما تحدث مشكلات عائلية حادة، تصل جميع سبل الإصلاح وصيانة أساس الأسرة، إلى طريق مسدود، ويكون استمرار الحياة الأسرية بين الزوج والزوجة، ليس فقط لا يؤدي إلى مزيد من الحيوية والسلام وكفاءة أعضاء الأسرة، بل يؤدي إلى إصابات نفسية وسلوكيات غير طبيعية، وفي هذه الحالة، فإن الطريقة الأخيرة للتعامل مع المشاكل الأسرية، هي الانفصال العملي بين الزوج والزوجة أو الطلاق.
يمكن تقسيم المشاكل الأسرية الشديدة، التي تؤدي في النهاية إلى انفصال الزوجين وطلاقهما، إلى عدة محاور منفصلة على النحو التالي.
عوامل تفكك الروابط الأسرية
أ- العوامل الفردية والنفسية:
وتشمل هذه العوامل، بالإضافة إلى السمات والخصائص الأصيلة في الأشخاص، مثل العمر ومعدل الذكاء، السمات الأخلاقية لكل منهم مثل العنف، والغطرسة، والغرور، وعصيان المرأة، والأنانية، وسلوك الرجل المتسلط، وكتمان المرأة، والصراحة في النقد، والسعي إلى التفوق، وعدم إشباع الحاجات الجنسية، وغيرها.
ب- العوامل الثقافية والاجتماعية:
يعد تدخل الأشخاص المحيطين، ولاسيّما العائلات، إحدى المشكلات التي يواجهها الأزواج الشباب في بداية حياتهم معًا. وفي المجتمعات التقليدية، أصبح هذا مشكلة خطيرة للعائلات ويتسبب دائمًا في أحداث مأساوية مثل الانتحار والقتل والطلاق. وللأسف، في هذه المجتمعات، يضطر الأزواج الشباب في بعض الأحيان إلى الانفصال دون أدنى عذر، فقط لجذب رأي أفراد الأسرة وكبارها، وفي الواقع تصبح حياتهم ساحة للانتقام وإحساس كبار الأسرة بالفخر.
إنّ التدخلات غير الضرورية من الأقارب والأصدقاء، تلعب دورًا مدمرًا في القرارات. بحيث أن 27% من طالبي الطلاق في إيران اعتقدوا أنّ التدخل غير المبرر للأقارب والمعارف، هو السبب لطلب الانفصال.[1]
إن بريق الحياة الحضرية، والرفاهية، وتقليص الروابط الأسرية، وإهمال صلة الأرحام، والميل الشديد للعائلات إلى وسائل الإعلام كالتلفزيون عبر الأقمار الصناعية والإنترنت، والإدمان، وما إلى ذلك، تعد من العوامل المؤثرة على الطلاق في إيران.
ج- العوامل الاقتصادية:
الفقر الاقتصادي إلى حد عدم القدرة على كسب العيش، بطالة الرجال، ارتفاع التوقعات المادية للأسرة، الانغماس في المرافق المادية والشعور المسكر بالاستغناء، الإفراط في انشغال الزوج والزوجة، القيام ببعض الأعمال غير المناسبة والضارة، الشعور بعدم حاجة المرأة بسبب دخلها واستقلالها الاقتصادي و... هي من أسباب تفكك وحدة الأسرة.
هـ- العوامل الاعتقادية والدينية:
الاختلافات القوية بين الزوجين في المعتقدات والقيم الدينية، والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر المناهضة للدين، وإدمان الكحول، والعلاقات الجنسية خارج الإطار الأسري، والتخلي عن الواجبات الدينية و العبادات، والإذلال والإهانة للجنس الآخر، والسخرية والشك، والمبيت طوال الليل، والكهانة والسحر، وما إلى ذلك من العوامل الهامة الأخرى في كسر رباط الزواج.[2]
كل حالة من الحالات المذكورة أعلاه وحدها أو مع حالتين أو أكثر ستكون عوامل حاسمة في طلاق الزوج والزوجة. وفي هذه الأثناء، سيكون ملحوظاً بشكل خاص الدور التخريبي لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية الجديدة مثل القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت والأفلام غير المثقفة التي لا هدف لها سوى تدمير النظام الأسري والوصم الاجتماعي والعائلي.
المصادر:
[1] . آسیب شناسي اجتماعي خانواده وطلاق، محمد حسين فرجاد، ص 208.
[2] . خانواده در نگرش اسلام و روان شناسی،محمدرضا سالاری فر، ص 134-144.