نصرة المظلوم في الآيات والروايات

إن سيرة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، الانصاف للمظلوم كما قال عليه عليه السلام" وأيم اللَّه لأنصفنّ المظلوم " أي أحكم في ظلامته بالعدل والانصاف وآخذ حقّه " من ظالمه ولأقودّن الظَّالم بخزامته حتّى أورده منهل الحقّ وإن كان كارها"[1]

إن الثورة على الخائن المبطل فرض وحتم، والا عمَّ الفساد في الأرض، كما أن جريمة المظلوم القادر على دفع الظلم عن نفسه، تماما كجريمة الظالم من حيث ان كلا منهما يمهد لإشاعة الظلم والفساد. ولو علم الظالم أن بين جوانح المظلوم عاطفة تدفعه إلى الاستماتة دون حقه لتحاماه. وقد دلت التجارب انه لا حق في الأمم المتحدة، ولا في مجلس الأمن الا للقوة، وانه لا حياة للإنسان في القرن العشرين، بخاصة الشرقي الا للمستميت.

نصرة المظلوم واجبة

ان قتل المظلوم في سبيل حقه شهادة، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون،[2] ولا يجرئ الظالم على الظلم إلا سكوت المظلوم عن ظلمه، وسكوت سائر المسلمين، فعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأُمُورِ اَلْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ وَ مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يُنَادِي يَا لَلْمُسْلِمِينَ فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ بِمُسْلِمٍ.[3]

إن للمظلوم كل الحق أن ينتصف لنفسه ممن ظلمه، قال تعالى:" ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ"[4]  أبداً ولا عتاب ولا عقاب لأن البادي هو الظالم.  

لقد اشتهر اليهود منذ القدم بقتل الأنبياء ونقض المواثيق والخيانة وسفك الدماء والسعي لإشاعة الفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل وما هو أبعد من ذلك بكثير. وقد شهد على ذلك وقام بتوثيقه التاريخ والأنبياء وجميع الكتب السماوية، وأعظمها وأجلها القرآن الكريم.

واليوم وبعد حبك المُآمرات من قبل الدول المستكبرة والاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا، تم إجماع الأمر والقرار على التخلص من هذه الشرذمة النتنة على حساب الأقصى والأرض المقدسة فلسطين وأبنائها؛ وبنوا ذلك كله على الأكاذيب وبيع الوهم والأباطيل. ومنذ ذلك الزمن ولعقود عديدة اتخذ الصهاينة من الأرض المقدسة وما حولها مركزاً يفرغون فيه طاقاتهم الشيطانية الإجرامية البشعة فمارسوا كل أنواع الجريمة من القتل والسحل والاعتقال والتعذيب الوحشي للأسرى وحرق المزارع واقتلاع الأراضي وتدمير المساكن فوق رؤوس ساكنيها. ولم يراعوا في ذلك كله اعتباراً أو حرمة لأي شيء على الإطلاق. بل استخدموا شتى أنواع الأسلحة الفتاكة وأقبح وأبشع الأساليب التي لم يسبقهم إليها أحد من العالمين.

ويكاد لا يختلف أحد على أن مظلومية الشعب الفلسطيني هي أكبر مظلومية في تاريخ البشرية لأن اليهود المعروفين بخبثهم وحقدهم وبشاعة نفسياتهم يسابقون الزمن في صنع أكبر عدد من الجرائم على مدار الدقيقة والثانية وذلك منذ قرن من الزمن.

إن النصوص الإسلامية أوجبت على المسلمين نصرة المظلوم على الظالم، ومن تولى الكفار في هذا الأمر فهو منهم، قال تعالى: "ومَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ".[5] وجاء في الحديث : "العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء".[6]

المصادر:

[1] . منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، حبيب الله الهاشمي الخوئي، ج 8، ص 332.

[2] . سورة آل عمران الآية 169.

[3] . الكافي، الشيخ الكليني، جء۲ ، ص۱۶۴.

[4] . سورة الشورى، الآية 41.

[5] . سورة التوبة، الآية 23.

[6] . الكافي، الشيخ الكليني، ج ٢، ص ٣٣٣.